اعتبر عضو المجلس الوطني السوري، غسان المفلح، إعلان تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش» عما سماه «دولة الخلافة الإسلامية» محاولةً جديدة لرفع سقف التهديد الموجَّه من قِبَل هذا التنظيم إلى عدة دول في المنطقة، خصوصاً لبنان والأردن. وكان تنظيم «داعش» قد أعلن أمس الأول (الأحد) ما سماها «دولة الخلافة الاسلامية» وبايع زعيم التنظيم أبوبكر البغدادي «خليفةً للمسلمين» معلناً إلغاء اسم «العراق والشام» من التسمية، في وقتٍ تتقاطر الأسلحة على رئيس حكومة العراق، نوري المالكي، الذي أصبح حاكماً أوحداً للعراق بعد سيطرته على كل مؤسسات الدولة. ورأى غسان المفلح في إعلان تنظيم «داعش» محاولة لمساعدة إيران ونظام بشار الأسد على دخول لعبة الحرب على الإرهاب والإمعان في القضاء على الثورة السورية. وقال إن وجود «داعش» مرتبط بوجود أنظمة طهران ودمشق وبغداد، مضيفاً أن «هذا التنظيم لا يشكل خطراً بقدر الخطر، الذي تشكله هذه الأنظمة الثلاثة التي أوجدته». في الوقت نفسه، يرى عضو المجلس الوطني السوري أن مناطق النفوذ الإيراني في المنطقة لم تعد مستقرة، فلبنان معطل وسوريا في ثورة والعراق يعيش حرباً أهلية. من جهته، توقع المعارض السوري، فواز تللو، أن تستفيد أنظمة طهران ودمشق وبغداد من إعلان «داعش» في حشد الجماهير الموالية لها طائفياً واستمالة المجتمع الدولي في صف المشروع الإيراني بحجة أن خطر «داعش» يتزايد. وأوضح «رغم أن إعلان داعش أمس الأول يثير السخرية، لكن هذه الأنظمة ستظهر التعامل معه بجدية كي تستغله في تبرير التحالف ضد الثورتين السورية والعراقية»، متهماً واشنطن بتجنب المساس ب «داعش» في سوريا لأنه لا يواجه نظام الأسد، وإنما يكرس جهده العسكري في مواجهة الثوار وتدمير مناطق السنة. ودعا فواز تللو المجتمع الحر والدول العربية إلى دعم ثوار العراقوسوريا لإسقاط «دولة البغدادي» و «حكومات الدمى» في بغداد ودمشق، وتابع «عليهم تقديم الدعم العسكري والسياسي المباشر للثورتين وتجاوز الضغوط الأمريكية المفتعلة بل الكاذبة، لأن واشنطن تدرك حقيقة اللعبة المخابراتية والسياسية المسماة داعش». واعتبر أن أي مواجهة ستبقى أهون من انتصار المشروع الإيراني المدعوم أمريكياً في المنطقة، متوقعاً أن تعقب ما يجري حالياً في سورياوالعراق معركة آتية حتماً في لبنان.