الدمام – أسامة المصري الثورة باتت في خطر مع تدخل حزب الله وإيران وميليشيات عراقية. قال مؤسس وقائد الجيش السوري الحر العقيد رياض الأسعد إن السلاح والمال يصلان إلى هيئة الأركان العامة للجيش الحر بقيادة العميد سليم إدريس لكنهما «يتبخران»، واعتبر أن الغرب جعل من جبهة النصرة شماعة لا أكثر لحرمان المقاتلين والثوار من السلاح، وأن الثورة السورية باتت في وضع خطر، بسبب الحصار الذي فرضه الغرب وأطراف إقليمية على تسليح الجيش الحر والثوار. وقال الأسعد ل «الشرق»: إنه ماضٍ على رأس قيادة الجيش الحر الذي أسسه بجهود الضباط والجنود المنشقين عن النظام في طريق الثورة، وتحرير كامل سوريا من قوات الأسد والقوات الغازية، رغم محاولات خنق الثورة والجيش الحر، وأضاف «إننا ماضون في توحيد الصفوف لإعادة الثورة إلى مسارها الصحيح وتحقيق الأهداف التي خرج من أجلها السوريون في إسقاط النظام بكل رموزه». وحول رفع الحظر الغربي والأمريكي عن تسليح الثوار، قال الأسعد إن السلاح موجود ولم يتوقف ولا جديد سوى تسليط الأضواء الإعلامية على هذه القرارات، لكنه اتهم قيادة الأركان، وقال إن هناك علامات استفهام كبيرة حول دورها، موضحاً أن هذه القيادة لا تملك قوى على الأرض، وإنما لديها أشخاص ومجموعات يصل السلاح إليهم، في حين لا يصل إلى القوى التي تقاتل بالفعل، كما اتهمها بأنها لا تريد توحيد صفوف الجيش الحر وتقف عثرة أمام استكمال توحيد الجهود، وأكد أن الجيش الحر محروم من هذا الدعم الذي لم ينقطع منذ تشكيل هيئة الأركان، وتساءل «لمصلحة مَنْ يحرم الثوار والمقاتلون الذين يواجهون النظام من السلاح». وأوضح الأسعد أن ما يحصلون عليه من السلاح هو بإمكاناتهم الذاتية عبر الغنائم. وحول ما إذا كان حاول التواصل مع قيادة الأركان بقيادة العميد سليم إدريس، أوضح الأسعد أن هيئة الأركان ترفض مطلقاً التعامل مع الضباط ولا تقبل أن ينضم أحد إلى صفوفها، وأنه حاول التواصل مع قيادة الأركان من خلال بعض الضباط، إلا أنهم رفضوا بشكل قاطع، وشدد على أنه ماضٍ في طريقه بمساعدة الثوار ومساندة السوريين في مواجهة القوى الغازية حتى يتم تحرير سوريا بشكل كامل، وأكد أن 90% من قوات الجيش الحر والكتائب المقاتلة والثوار على الأرض موحدون، لكن تنقصهم الأسلحة والذخائر، وأضاف أنه ماضٍ في استكمال التوحيد، بعيداً عن أجندات الدول. وأضاف الأسعد أن السلاح والمساعدات ما زالت تتدفق على النظام من روسياوإيران، وأوضح أن السوريين باتوا يواجهون إيران وحزب الله والنظام إضافة للميليشيات العراقية التي كثفت وجودها في سوريا بالأشهر الأخيرة. وأشار إلى أطراف غربية وإقليمية أسهمت في تشرذم قوى الثورة عبر كسب الولاءات وتقديم الدعم للأشخاص بدلاً عن المؤسسات الثورية، واتهم بعض الضباط بأنهم يأخذون أوامرهم من الدول، ويعملون ضمن أجنداتها التي لا تريد إسقاط النظام، وإنما تسعى للحل السياسي الذي يضمن استمرار النظام وإجهاض الثورة. وعن خسارة معركة القصير، قال الأسعد: إن القصير معركة، خسرها السوريون في ظروف جد صعبة، لكن القصير ليست كل سوريا، فالثورة ما زالت مستمرة. واتهم الأسعد الدول الغربية وأمريكا، بأنهم لا يريدون للثورة أن تنتصر ويعطون السلاح للذين ينفذون أوامرهم، وأنهم شكلوا صحوات جديدة في سوريا، لضبط هذا السلاح واستخدامه بالطريقة التي تخدم مصالحهم، واعتبر أن هذه الصحوات ستقاتل الثوار عندما تريد أمريكا فرض الحل السلمي على السوريين، لكسر إرادتهم والقبول بانتقال سياسي يضمن استمرار حكم النظام الطائفي، وقال الأسعد «لن نقبل بالحل السياسي ما لم يحقق للشعب السوري ما خرج من أجله في إسقاط النظام بكل رموزه ومؤسساته الأمنية». وأكد أن الشعب السوري لن يقبل بمَنْ دمروا سوريا وشردوا الملايين من سكانها وقتلوا عشرات الألوف من أهلها، وختم الأسعد بقوله إننا نعتمد على الشعب الذي ضحى بكل شيء من أجل الثورة وماضون في طريق الثورة حتى النهاية، فإما النصر أو الشهادة. الأسعد.. وتاريخ تأسيس الجيش الحر أسس العقيد رياض موسى الأسعد الجيش السوري الحر بعد انشقاقه عن الجيش في 4 يوليو 2011، وفي 29 يوليو أسَّسَ الجيش السوري الحر، وأعلنَ نفسه قائداً له، ولعب الجيش الحر دوراً مهماً في تأسيس الجناح العسكري للثورة بعد استخدام النظام للقوى العسكرية في مواجهة المدنيين في تظاهراتهم، وكذلك في تنظيم صفوف الجنود والضباط المنشقين عن جيش النظام وقيادة المعارك ضد قوات الأسد خلال الاحتجاجات السورية منذ 2011 وحتى الآن. واستقر الأسعد في تركيا قرب الحدود السورية وتابع قيادته لعمليَّات الجيش الحر، لكن كيانات عسكرية أخرى تشكلت وبدأ دوره يتراجع نتيجة الخلافات بين هذه الكيانات وقياداتها بعد أن تواصل بشكل مكثف مع وسائل الإعلام وإبلاغه عن عمليات الجيش داخل سوريا. وفي 24 مارس عام 2013 استهدفه تفجير عبوة ناسفة أدى إلى بتر ساقه. هيئة الأركان.. 30 عسكرياً ومدنياً يرأسهم إدريس اجتمع نحو 300 شخصية عسكرية ومدنية في أنطاليا منتصف ديسمبر عام 2012 لانتخاب قيادة جديدة للجيش الحر، وذلك بناءً على ما أعلنه الائتلاف السوري لقوى المعارضة بعد تشكيله في الدوحة في 12 أكتوبر الماضي أنه سيعمل على توحيد القوى الثورية ووضعها تحت مظلة مجلس عسكري أعلى، انتخب العميد سليم إدريس رئيساً لهيئة الأركان في الجيش السوري الحر، التي تضم ثلاثين عضواً مدنيين وعسكريين، بعد اجتماعات مطولة عقدها في مدينة أنطاليا التركية وحضرها ممثلون عن مختلف فصائل المعارضة السورية المقاتلة في الداخل، فيما استبعد قائد الجيش السوري الحر العقيد رياض الأسعد، واللواء محمد الحاج علي، والعميد مصطفى الشيخ، الذي كان يرأس المجالس العسكرية بينما ضمت القيادة قائد لواء التوحيد عبدالقادر صالح، ومدنيين آخرين يقودون فصائل عسكرية تشارك في الثورة. مقاتل من الجيش الحر خلال مواجهات مع قوات الأسد قرب الأردن (رويترز)