هذا ما ينادي به الناس على هذه الأرض، مباشرة كل مسؤول عمله على الطبيعة، فهناك من ينادي بصمت مطبق جراء فقره وتعففه! وهناك من يحلم بمسكن صغير يلتحفه صيفاً وشتاءً، وهناك من سأم البحث عن وظيفة في «القطاعين» بيد أن الخاص مكتظ بالعمالة الأجنبية.. كانت سائبة أم سائلة كسيل عرم وعلى أكتافنا «وبالنظام»! ولا سبيل لمراجعة النظام لإيقافه أو على الأقل للحد من خطورته! ويتساءل القوم متى يوقف أو يحد منه؟ عبر تعديل آلية الاستقدام لتتواءم مع حاجات الشباب السعودي للوظيفة… وعند اكتفاء التنمية من شبابنا فلا مانع من استقطاب العمالة المتخصصة المدربة من كل حدب وصوب!… لأن الناس ملت تلك الصور المقصودة لبعض مسؤولينا عاشقي الفلاشات في صحافتنا المحلية الهدف منها تسجيل الحضور في أبهى «برستيج» بخور وبشوت!.. فيما «الموقع» المصور به صاحب السعادة أو صاحب المعالي هو مجرد «لوكيشن»! لا يلبثُ به إلا بضع دقائق وما يلبث حتى يغْرب بهدوء من مواجهة تلك الأشكال «الغثيثة»، وتلك المطالب المترددة على مسامعه أينما حل وأينما ذهب! أريد أن أصل! إلا أن جولة سمو أمير منطقة الرياض تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز ووزير التجارة والصناعة توفيق الربيعة قبل العيد في الأسواق خالفت الصورة النمطية المعتادة لبعض مسؤولينا، فلم نر حاملي «البخور»، ونزعا «بشتيهما»! يراقبان الأسعار؛ لأن لديهما علماً بما يعانيه الناس من غلاء المعيشة، ولديهما علم بأن هناك تجاراً وباعة يغالون على الناس السلع بلا شفقة قرب كل مناسبة وموسم! وعمل جميل عندما يراقب أمير ووزير دفعة واحدة! الأسعار في الأسواق، والأجمل أن تقوم وزارة التجارة بتوظيف أعداد مناسبة من الشباب السعودي لتغطية الرقابة على الأسواق في جميع المناطق لمنع الغلاء المرعب من أن يفتك بميزانيات الناس!