تواصلت المعارك بعد ظهر أمس في قطاع غزة، وتبادل الطرفان تهم مسؤولية فشل تمديد التهدئة التي تم الالتزام بها السبت. وقال المتحدث باسم حماس سامي أبو زهري استعداد حماس للالتزام بتهدئة جديدة أمس. وأضاف «استجابة لتدخل من الأممالمتحدة ومراعاة لأوضاع شعبنا وأجواء العيد، تم التوافق مع فصائل المقاومة على تهدئة إنسانية لمدة 24 ساعة تبدأ من الساعة الثانية ظهر الأحد» (11.00 ت.غ)، مضيفا «ننتظر ردا رسميا من العدو». من جهته قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو في مقابلة مع «سي ان ان» إن مقاتلي حماس «ينتهكون وقف إطلاق النار الذي أعلنوه بأنفسهم»، مضيفا أن إسرائيل «ستقوم بكل ما يلزم للدفاع عن الشعب الإسرائيلي». وقال الجيش الإسرائيلي إن 11 صاروخا أطلقت من غزة باتجاه إسرائيل منذ إعلان حماس عن التهدئة، مع العلم أن حماس أعلنت تبنيها لهذا القصف. ومع اقتراب شهر رمضان من نهايته، دخل الطرفان في مزايدات ردا على طلب من الأممالمتحدة بتمديد «الهدنة الإنسانية» التي تم الالتزام بها السبت. وكانت حركة حماس رفضت هذا التمديد في حين أن الحكومة الأمنية الإسرائيلية المصغرة وافقت عليه. وأصرت حماس على ضرورة انسحاب الجنود الإسرائيليين من المناطق التي دخلوها في قطاع غزة في السابع عشر من يوليو. وسقط 11 فلسطينيا أمس في قصف إسرائيلي شمل جنوب وشمال قطاع غزة ليرتفع بذلك عدد القتلى الفلسطينيين إلى 1063 منذ بدء الحملة العسكرية الإسرائيلية في الثامن من يوليو. وبعد أن استفاد السكان من التهدئة السبت للتموين باتوا يخشون استمرار الحرب هذه فترة طويلة. ذلك أن أي اتفاق حول تهدئة ولو كانت طويلة لن يحل المشكلة وسيكون من الضروري الدخول في محادثات لا يزال من الصعب المراهنة على نجاحها. فإسرائيل التي أعلنت انها ضربت نحو 3600 «هدف إرهابي» منذ بدء العملية العسكرية تريد القضاء على الأنفاق التي بنتها حماس مع حركة الجهاد الإسلامي. وتؤكد إسرائيل أن الفلسطينيين في القطاع حفروا أنفاقا لمهاجمة إسرائيل منها ولإقامة غرف عمليات وتخزين مختلف أنواع الأسلحة. وتقول إسرائيل أيضا إنها عثرت على نحو ثلاثين نفقا ودمرت النفق الذي أتاح لمجموعة من حماس قتل سبعة جنود إسرائيليين في العشرين من يوليو. كما أكدت إسرائيل أنها قتلت 320 مقاتلا من حماس خلال عشرين يوما من العمليات العسكرية. من جهته أعلن الجيش المصري الأحد تدمير 13 نفقا بين شبه جزيرة سيناء وقطاع غزة. وأطلق الجيش المصري منذ عام عملية عسكرية واسعة في سيناء مكثفا تدمير الأنفاق بين هذه المنطقة وقطاع غزة التي تشتبه مصر وإسرائيل في أنها تستخدم في تهريب الأسلحة والعناصر الجهادية. وجرى بالفعل تدمير أكثر من ألف من هذه الأنفاق في السنوات الأخيرة. وللقبول بوقف شامل لإطلاق النار تطالب حماس برفع الحصار الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة منذ العام 2006. واشتعلت الضفة الغربيةالمحتلة باشتباكات عنيفة بين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية مما يثير شبح اندلاع انتفاضة جديدة بعد أن ساد هدوء نسبي لعدة سنوات. وخلال ثلاثة أيام فقط أواخر الأسبوع الماضي قتل عشرة فلسطينيين وأصيب نحو 600 أثناء موجة احتجاجات غاضبة على الحملة العسكرية الإسرائيلية على القطاع. وقالت الشرطة الإسرائيلية إنها أحبطت هجوما فتاكا محتملا حين أوقفت سيارة محملة بالمتفجرات خلال محاولتها الوصول إلى إسرائيل عبر نقطة تفتيش في الضفة الغربية بينما اندلعت أعمال شغب مرة أخرى في القدسالشرقية.