أعلنت حركة "حماس" الاحد انها وبالتوافق مع الفصائل الفلسطينية في القطاع وافقت على "تهدئة انسانية" في قطاع غزة لمدة اربع وعشرين ساعة "استجابة" لطلب من الاممالمتحدة. وقال سامي ابو زهري، الناطق باسم الحركة في بيان صحافي "استجابة لتدخل من الاممالمتحدة ومراعاة لاوضاع شعبنا واجواء العيد، تم التوافق مع فصائل المقاومة على تهدئة انسانية لمدة 24 ساعة تبدا من الساعة الثانية ظهرا". ولم يصدر أي تعليق من اسرائيل التي أنهت في وقت سابق اليوم هدنة أعلنتها لمدة 24 ساعة بعد أن أطلقت "حماس" وابلا من الصواريخ على جنوب ووسط اسرائيل. وكانت إسرائيل، بعد ساعات من إعلان موافقتها على تمديد الهدنة الإنسانية في غزة حتى منتصف ليل الأحد، أعلنت في وقت سابق اليوم أن جيشها سيستأنف عمليته العسكرية ضد قطاع غزة براً وبحراً وجواً بعد استمرار إطلاق الصواريخ من قطاع غزة. وقال الجيش الإسرائيلي في بيان "بعد استمرار اطلاق حماس للصواريخ بشكل متواصل خلال النافذة الانسانية التي تم الاتفاق عليها من اجل السكان المدنيين في غزة، سيقوم الجيش الان باستئناف انشطته الجوية والبحرية والبرية في قطاع غزة". ودعا الجيش سكان القطاع، الذين طلب منهم اخلاء منازلهم، الى عدم العودة إلى أماكن سكنهم. من جهته، اكد الناطق باسم الجيش بيتر ليرنر في تغريدة على حسابه الرسمي على موقع تويتر "نظرا للانتهاكات الصارخة للهدنة الانسانية من قبل حماس، فإن الجيش سيقوم الآن باستئناف انشطته الهجومية". وجاء قرار الجيش استئناف العمليات ضد قطاع غزة بإيعاز من رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو ووزير الدفاع موشيه يعالون، اللذين أعلنا في بيان مشترك أن خرق "حماس" لاتفاق الهدنة لمدة اربع وعشرين ساعة، سيدفع الجيش الى تكثيف ضرباته في غزة. وحمّل المسؤولان، الحركة مسؤولية مقتل المدنيين الفلسطينيين، جراء قصف الجيش الاسرائيلي لغزة. وقالا في بيانهما إن عمليات الجيش الاسرائيلي تستهدف "اوكار الارهاب"، ولكن ان تم المس بالمدنيين "بشكل غير مقصود" فإن "حماس" تتحمل المسؤولية عن ذلك، بعد أن خرقت مرة أخرى مبادرة لهدنة إنسانية قبلت بها إسرائيل. وأعلن الجيش الاسرائيلي ان خمسة صواريخ سقطت في اسرائيل في منطقتي اشدود وعسقلان بينما اعترض نظام القبة الحديدية صاروخين آخرين في وسط إسرائيل. وكان وزراء ونواب، ممن عارضوا موافقة اسرائيل على تهدئة لمدة اربع وعشرين ساعة، قد كثفوا جهودهم منذ ساعات الصباح، عبر كافة وسائل الاعلام الاسرائيلية، للتحريض على قرار التهدئة في ظل تعرض اسرائيل للقصف الصاروخي. ودعا نواب واعضاء في حزب الليكود الحاكم، الى تسديد ضربة شديدة لحركة "حماس". وقال عضو المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية غلعاد إردان إن "حماس" غير معنية بوقف إطلاق النار وعليه يجب على إسرائيل تجديد القتال وتكثيفه. أما الوزير غدعون ساعر فأكد ضرورة ما اسماها "كسر هِمَّة حماس تفادياً لانتهاء القتال إلى مربَّعه الأول"، وقال:" الهدف الرئيسي للعملية الحالية يجب أن يكون تفكيك البنى التحتية الإرهابية واستيعاب حماس وباقي التنظيمات الإرهابية حقيقة تشديد قوة الردع الإسرائيلية مما يؤثر إيجاباً على فرصة استعادة الهدوء على المدى البعيد". ورأى وزير الدفاع السابق شاؤول موفاز أن المرحلة التالية من العملية العسكرية يجب ان تهدف إلى تدفيع "حماس" ثمناً باهظاً ومباشراً، وقال:" العودة إلى مربع الجولات القتالية المتكررة مستحيلة فالخطوتان الأشد أهمية تتمثلان بوضع تصور أمني جديد لسكان التجمعات السكنية المحيطة بقطاع غزة وإطلاق مشروع قومي للحماية من الأنفاق الإرهابية". وكانت إسرائيل قررت أمس أن تمدد حتى منتصف ليل الأحد الهدنة الإنسانية التي التزمت بها مع حركة "حماس" في قطاع غزة نهار السبت، إلاّ أن "حماس" رفضت هذا التمديد مطالبة بانسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع حيث قتل في الهجوم الإسرائيلي اكثر من ألف فلسطيني، غالبيتهم من المدنيين. وقال مسؤول حكومي إسرائيلي ل"فرانس برس" طالباً عدم ذكر اسمه إن الحكومة الأمنية الإسرائيلية وافقت مساء السبت على طلب الأممالمتحدة تمديد الهدنة الإنسانية في قطاع غزة حتى منتصف ليل الأحد (11 بتوقيت غرينتش). واضاف ان الجيش الإسرائيلي سيواصل "عملياته ضد الانفاق"، ما يعني عملياً تعليق القصف الجوي والبري والبحري للقطاع وبقاء القوات الإسرائيلية في مكانها، وهو ما حصل السبت خلال الهدنة الإنسانية التي استمرت 12 ساعة والتزم بها الطرفان. وانتهت هدنة السبت الساعة الثامنة مساء (الخامسة بتوقيت غرينتش) إلاّ ان اسرائيل وافقت على تمديدها أربع ساعات حتى منتصف الليل قبل أن تعود وتوافق على تمديدها 24 ساعة أخرى. ورفضت حركة "حماس" تمديد الهدنة الإنسانية، مؤكدة على لسان المتحدث باسمها فوزي برهوم ان "لا قيمة لاي تهدئة إنسانية لا تنسحب بموجبها الدبابات الإسرائيلية ولا تمكّن الناس من العودة الى بيوتهم ولا تتيح إخلاء جميع الشهداء والجرحى". بدوره، قال سامي ابو زهري الناطق باسم "حماس" أيضاً ل"فرانس برس" إن "اي تهدئة لا تضمن انسحاب جنود الاحتلال من داخل قطاع غزة وتمكين المواطنين من العودة الى منازلهم وإخلاء المصابين غير مقبولة".