أكد اختصاصي التربية الخاصة ومعلم التوحد عبدالله الجصاص، ل«الشرق»، أهمية العلاج بالرسم لذوي اضطراب التوحد، لافتاً إلى أنه يساعد على إطلاق الشعور التعبيري والانفعالي لدى الطفل من خلال تطور التفاعل الإنساني بينه وبين العمل الفني والمعالج، كما يعمل على تنمية وعي الطفل بنفسه ويجعله قادراً على إخراج عمل جميل ومميز، ويساعد على تنمية إحساس الطفل بنفسه حتى ينمو إحساسه بالبيئة من حوله، ويُثري الأسلوب النمطي الروتيني الذي يتبعه التوحديون في الرسم ويجعل أسلوبهم أكثر ليونة فيما يتعلق بالأعمال المصنعة، ومن خلال ذلك يتعلم الطفل كثيراً من طرق التواصل مع البيئة المحيطة. وبيّن الجصاص أن أهم النقاط التي يهتم بها برنامج العلاج بالفن هي مراحل تقبُّل الطفل كيفية صناعة العمل الفني واستقباله الخامات المناسبة، كما أن ذلك يساعد الطفل التوحدي على الخروج من حيز التفاعل مع نفسه إلى التفاعل مع العمل الفني، ومن ثم الأصحاب حوله، ومن هنا يحدث الاتصال اللغوي والاجتماعي. فيما قال معلم التوحد معيض الزهراني إنهم يستدلون من خلال رسومات الأطفال التوحديين على عدة أمور تشغل الطفل، كما أن أعمالهم الفنية تُعتبر مصدراً مهماً للبحث السيكولوجي في إطار العلاج، وهي الأداة التي يمكن في ضوئها أن نحدد لهم فهم الأمور الحياتية، وهذا يوضح أن للرسم جانباً علاجياً مهماً، إلى جانب أنه قد يخدم في تعديل سلوكه مستقبلاً، وذلك في ضوء التحليل النفسي للرسومات، فمثلاً لو رسم يداً طويلة تعبر عن أنه يعاني من الضرب، والأسنان الطويلة تدل على أخذ أمتعته بالقوة، ورسم النظارة يدل على حبه لشخصية معينة تلبس تلك النظارات، وأضاف أن مشكلة المرضى تكمن في عدم وجود دورات متخصصة من قِبل إدارة التربية والتعليم تعينهم على التعامل مع حالات التوحد، مبيناً أن الإحصاءات العالمية تؤكد أن من بين كل 88 طفلاً هناك طفل مصاب بالتوحد، لافتاً إلى عدم وجود إحصاءات دقيقة كافية في المملكة، وتكمن المشكلة في عدم إفصاح رب الأسرة بوجود طفل مصاب بالتوحد لديهم.