دعا الباحث الفلكي في قسم الفلك بجامعة الملك عبدالعزيز ملهم محمد هندي، الهواة والمهتمين إلى الخروج لمنطقة مظلمة منذ مساء الجمعة وحتى فجر السبت، ليلاحظوا العاصفة الاستثنائية التي لا يحتاج رصدها لأدوات خاصة، حيث يمكنهم رؤيتها بالعين المجردة، ويترقب علماء الفلك والهواة حول العالم ما ستنتجه العاصفة الشهابية التي ستضرب الغلاف الجوي للأرض مساء الجمعة وفجر السبت 24-25 رجب، في ظاهرة قد تكون غير مسبوقة في العصر الحديث، حيث تدخل الأرض يوم الجمعة المقبل في حطام ذيل المذنب (209P/LINEAR)، وذلك يحدث بشكل استثنائي مع اقتراب هذا المذنب من الأرض، فعادة ما يكون سبب الشهب مرور الأرض من نهر مخلفات مذنب ما، ولكن هذه المرة سنكون تحت ذيل المذنب مباشرة، مما يجعل كثافة الشهب حسب تقدير متحفظ من100-400 شهاب في الساعة وهناك توقع بوصول هذا العدد إلى ألف شهاب في الساعة. وأضاف الباحث الفلكي محمد هندي، أن هذه الزيارة الثالثة لهذا المذنب، منذ أن تم اكتشافه عام 2004م عبر الرصد الآلي للأجسام القريبة من الأرض، وهو يزور الأرض كل خمس سنوات تقريباً، ولكن بسبب حجمه الصغير جداً لا يترك خلفه نهرا من المخلفات كما هي المذنبات الكبيرة، وهذا الذي يفسر عدم هطول الشهب كل سنة عندما تتقاطع الأرض مع مداره، في حين يقدر عمر المذنب فقط ب200 عام. وستكون نقطة انطلاق الشهب قريبة جداً من نجم الشمال عند كوكبة الزرافة، ولكن يمكن ملاحظة الشهب في أي مكان في السماء، بينما ستكون الظروف ملائمة لرصد الشهب نظراً لغياب القمر في وقت مبكر من تلك الليلة. من جهة أخرى، قال الباحث الفلكي سلمان آل رمضان؛ إن كوكبة الزرافة يطلق عليها زخات الشهب اسم الكوكبة التي تنطلق منها، ويكون مركز الإشعاع فيها؛ فيقال شهب الجباريات نسبة لكوكبة الجبار، وشهب الدلويات، والأسديات نسبة لبرج الدلو والأسد وهكذا، مضيفاً أن سبب انطلاقة الشهب يعود لمرور الكرة الأرضية في مسار أحد المذنبات؛ حيث تدخل الحبيبات الترابية من بقايا ذلك المذنب للغلاف الجوي فيحصل لها ما يعرف بالاحتراق.