بدأت كوكبة الدلو بسكب شهبها السنوية على الأرض منذ 21 إبريل الماضي، وتستمر إلى 12 مايو، وهي أولى الزخات الشهابية من اثنتين سنوياً، مصدرها من مذنب هالي الذي يزور الشمس كل 76 سنة. وتسمى هذه الشهب بالدلويات؛ بسبب مصدرها المشع من كوكبة الدلو، ويمكن رؤيتها في أي مكان من السماء، وعادة ما تكون كثافة زخة الدلويات 10 شهب في الساعة في النصف الكرة الشمالي، وكلما توجهنا جنوباً تزداد كثافة الشهب المشاهدة حتى تصل إلى أكثر من 30 شهاباً في الساعة في النصف الكرة الجنوبي.
وأوضح الباحث الفلكي، ملهم محمد هندي، عضو الاتحاد العربي لعلوم الفلك والفضاء، عضو سديم الحجاز الفلكي، أن هذه الشهب تحدث نتيجة عبور الأرض من خلال الغبار الذي يخلفه المذنب الأشهر هالي، خلال رحلته المدارية، مبيناً أن ذروة هذه الشهب ستكون يومي السبت والأحد 4 و5 مايو الحالي الموافق 24 و25 جمادى الآخرة، فيما تعتبر أفضل فرصة هي فجر الأحد بإذن الله.
وأشار "هندي" إلى أنه سيكون من الصعوبة ملاحظة الدلويات هذه السنة؛ بسبب وجود القمر في كوكبة الدلو نفسها، حيث ستشرق كوكبة الدلو بعد منتصف الليل، وتستمر حتى شروق الشمس، بينما سيكون أفضل وقت للرصد قبل الفجر، وبمناطق خارج المدن بعيداً عن التلوث الضوئي والغازي، ولكن ممكن ملاحظتها منذ ساعات الليل الأولى.
وذكر أن "نيوتن كان أول من توقع هطول هذه الزخات بعد دراسته لمدار هالي، ووجد أن مداره يتقاطع مع مدار الأرض حول الشمس في نقطتين الأولى تنتج شهب الدلويات في هذا الوقت، والثانية تنتج شهب الجباريات في أكتوبر، فيما كانت آخر زيارة لمذنب هالي عام 1986م، ونترقب عودته في عام 2061م، وينتج هذا الغبار على مدار المذنب؛ نتيجة الرياح الشمسية التي تتحرك بسرعات كبيرة ودرجة حرارة عالية؛ مما تسبب في ذوبان الجليد من فوق المذنب، وتفتيت بعض الصخور، لذلك – دائماً - نجد الذيل من المذنب في الجهة المعاكسة لاتجاه الشمس، وتظل هذه المخلفات في مدار المذنب نفسه حتى تتحرك الأرض نحوها، وتحدث ظاهرة الشهب".
وأكد أنه ليس للشهب خطر على الحياة على الأرض، حيث إنها تحترق نتيجة الحرارة والسرعة في طبقات الغلاف الجوي العليا.