تشهد سماء السعودية والإمارات تساقط شهب الجباريات لمدة 9 أيام اعتباراً من الأحد 17 أكتوبر حتى يوم 25 أكتوبر الجاري، والجباريات تعتبر واحدة من الشهب المميزة التي يتحرى رصدها الفلكيون حول العالم. ففي السعودية جاء ذلك في بيان صدر عن الجمعية الفلكية بجدة اليوم، وقال رئيس الجمعية المهندس ماجد أبوزاهرة: "إن شهب الجباريات تعتبر من الشهب السنوية وتبلغ ذروة تساقطها هذا العام فجر الجمعة 22 أكتوبر حيث تتساقط بمعدل حوالي 20 شهاباً في الساعة بالنسبة لراصدين شمال خط الاستواء، أما الراصدين جنوب خط الاستواء سوف يرصدون تقريباً 15 شهاباً في الساعة". وأضاف أبوزاهرة أن هذه الشهب غير منتظمة عند الذروة لذلك يمكن متابعة تساقطها خلال الفترة 9 إلى 25 أكتوبر. وحول تسميتها بالجباريات قال أبوزاهرة: "يرجع سبب تسمية شهب الجباريات بهذا الاسم لأنها تبدو للراصد من على سطح الأرض تتساقط من نقطة تسمى "نقطة الإشعاع" في كوكبة الجبار". أما مصدرها فهو مخلفات ذيل مذنب "هالي"، حيث تقترب الأرض من مدار مذنب هالي في هذا التوقيت من العام، وبالتالي تحترق تلك المخلفات عندما تدخل الغلاف الجوي، ومذنب هالي يتحرك حالياً مبتعداً خلف مدار كوكب زحل. وبيّن أبوزاهيرة أن رصد شهب الجباريات يكون ما بعد منتصف الليل من خارج المدن والنظر باتجاه الأفق الشرقي، دون الحاجة للاستعانة بتجهيزات فلكية. وتجدر الإشارة إلى أنه في العام الجاري سوف يكون القمر موجوداً في السماء خلال ذروة تساقط الجباريات، ما قد يؤثر في رصد الشهب خاصة الضعيفة منها. في الإمارات تظهر زخات شهب الجباريات ما بين 2 أكتوبر إلى 7 نوفمبر المقبل، وتصل أقصاها في 21 من أكتوبر عند دخول الأرض خلال هذه الفترة الحزام الغباري للمذنب المسبب لزخة الشهب تلك والذي يسمى المذنب "هالي" وأثناء عبورها للحزام الغبارى تصادف ببعض الأماكن التي تتكاثف ويزداد فيها عدد الحبيبات الغبارية حينها تحدث ذروة الزخة الشهابية. وقال إبراهيم الجروان، الباحث في علوم الفلك والأرصاد الجوية المشرف العام بالقبة السماوية بالشارقة، إن الجباريات عبارة عن زخات شهب لامعة تصدر من مجموعة الجبار الذي يظهر في 21 أكتوبر من الجهة الشرقية بحدود العاشرة مساء في الإمارات، ولهذا يمكن مشاهدتها في النصف الثاني من الليل تتعدى كثافتها 20 شهاباً في الساعة تهبط بسرعة 66 كم في الثانية، وقد يحد من رؤيتها ضوء القمر الذي يطلع هذا اليوم من الجهة الشرقية مع منتصف الليل كتربيع أخير. وأشار الى أن الشهب بشكل عام عبارة عن حبيبات ترابية تدخل الغلاف الجوي الأرضي فتنصهر وتتبخر نتيجة لاحتكاكها معه وتؤين جزءاً منه ونتيجة لذلك نراها على شكل خط مضيء يتحرك بسرعة في السماء لمدة ثوان أو جزء من الثانية، ومن النادر أن يزيد قطر الشهاب عن قطر حبة التراب، حيث يتراوح قطر الشهاب ما بين واحد ملم وواحد سم فقط وتبلغ سرعة الشهاب لدى دخوله الغلاف الجوي ما بين 11 و72 كم في الثانية الواحدة، ويبدأ الشهاب بالظهور على ارتفاع 100 كم تقريباً عن سطح الأرض ويبلغ عدد الشهب التي تسقط على الأرض بحوالي 100 مليون يومياً معظمها لا يرى بالعين المجردة. وأضاف الجبار أنه غالباً ما يميل لون الشهاب الى الاصفر ويعتبر لون الشهاب مؤشراً لمكوناته فذرات الصوديوم تعطي للشهاب اللون البرتقالي أو الأصفر والحديد يعطي اللون الأصفر، والماغنيسيوم يعطي اللون الأزرق المخضر والكالسيوم يضفي اللون البنفسجي بعض الشيء، والسيليكون يعطي اللون الأحمر، وبشكل عام فإن الشهب لا تصدر أصواتاً إلا أنه قد يسمع لبعض الشهب المميزة واللافتة صوتاً يشبه الهسيس، ويعتقد أن هذا الصوت ناتج عن أمواج راديوية ذات ترددات منخفضة، وقد يصل صوته بعد دقيقة أو أكثر من ظهوره وقد يترك الشهاب خلفه ذيلاً دخانياً غالباً ما يميل لونه إلى الأخضر بسبب ذرات الأكسجين، وعادة ما يدوم الذيل الدخاني من 1 الى 10 ثوانٍ وقد يتجاوز 5 دقائق في حالات قليلة. وأوضح أنه بشكل عام يعزى أصل الشهب إلى المذنبات والمذنبات عبارة عن أجرام سماوية صغيرة نسبياً عند مقارنتها بالكواكب ومعظمها ذات أقطار ما بين 5 و25 كم، وهي تدور حول الشمس بمدارات شديدة التفلطح أو الاهليليجية، وتتكون بشكل رئيس من الجليد والأتربة وتتراوح مدة دورانها حول الشمس من بضعة سنوات الى آلاف السنين، أما الشهب فهي حبيبات ترابية تدخل الغلاف الجوي الأرضي وتتلاشى تماماً قبل وصولها الى سطح الأرض. وتنقسم الشهب الى مجموعتين رئيسيتين الاولى الشهب الفرادى وهي الشهب التي يمكن رؤيتها في أي وقت واتجاه وغالباً ما تكون بسبب حبيبات ترابية سابحة في الفضاء ولا يمكن التنبؤ بموعد أو مكان ظهورها ويمكن في ليلة صافية رؤية حوالي 5 الى 10 شهب في الساعة من هذا النوع، والثاني زخات الشهب فعند اقتراب المذنبات من الشمس فإن الجليد فيها المخلوط بالأتربة يذوب بفعل حرارة الشمس ويتسامى على شكل ووابل من الشهب في الفضاء جارفاً معه العديد من الحبيبات الترابية التي تبقى سابحة في مداره، فإذا ما عبرت الأرض مدار المذنب فإن جزءاً من هذه الأتربة يسقط باتجاه الأرض مكوناً العديد من الشهب. ويتميز هذا النوع من الشهب بحدوثه كل عام في نفس الموعد تقريباً لأن الأرض تعود الى نقطة تقاطع مدارها مع مدار المذنب مرة كل سنة، كما يتميز هذه النوع أيضاً بأن شهب الزخة الواحدة تبدو جميعها منطلقة من نقطة وهمية واحدة تسمى "نقطة الإشعاع" وتسمى زخة الشهب باسم المجموعة النجمية التي تحتوي نقطة الإشعاع، ولكل زخة شهب نقطة إشعاع خاصة بها والمجموعة النجمية عبارة عن عدد من النجوم تخيلها القدماء على شكل أداة أو حيوان، وبشكل عام إذا بلغ عدد الشهب في الساعة الواحدة 1000 شهاب أو أكثر سميت وقتها بالعاصفة الشهابية.