بدأت كوكبة الدلو بسكب شهبها السنوية على الأرض في الفترة من 21 أبريل إلى 12 مايو، وهي أولى الزخات الشهابية من اثنتين سنوياً مصدرهما مذنب هالي المشهور الذي يزور الشمس كل 76 سنة. وقال الباحث الفلكي، عضو سديم الحجاز الفلكي، ملهم بن محمد هندي: "تسمى هذه الشهُب بالدلويات بسبب مصدرها المشع من كوكبة الدلو، ويمكن رؤيتها بأي مكان من السماء، وعادة ما تكون كثافة زخة الدلويات 30 شهاباً في الساعة في النصف الكرة الشمالي، وكلما توجهنا جنوبًا تزداد كثافة الشهب المشاهدة حتى تصل إلى أكثر من 60 شهاباً في الساعة في النصف الكرة الجنوبي".
وأكد أن "هذه الشُهب تحدث نتيجة عبور الأرض من خلال الغبار الذي يخلفه المذنب الأشهر هالي خلال رحلته المدارية، وستكون ذروة هذه الشهب مساء الأحد وفجر الاثنين 5-6رجب، وستكون هذه السنة سهولة رصد الدلويات؛ نظرًا لغروب القمر في أول الليل تارك السماء في ظلمة حالكة، وستُشرق كوكبة الدلو بعد منتصف الليل وتستمر حتى شروق الشمس، وأفضل وقت للرصد قبل الفجر وبمناطق خارج المدن بعيداً عن التلوث الضوئي والغازي، ولكن ممكن ملاحظتها منذ ساعات الليل الأولى".
وأضاف: "كان نيوتن أول من توقع هطول هذه الزخات بعد دراسته لمدار هالي، ووجد أن مداره يتقاطع مع مدار الأرض حول الشمس في نقطتين: الأولى تنتج شهب الدلويات في هذا الوقت، والثانية تنتج شهب الجباريات في أكتوبر".
وتابع: "وقد كانت آخر زيارة لمذنب هالي عام 1986م ونترقب عودته في عام 2061م، وينتج هذا الغبار على مدار المذنب نتيجة الرياح الشمسية التي تتحرك بسرعات كبيرة ودرجة حرارة عالية؛ مما تسبب في ذوبان الجليد من فوق المذنب وتفتفت بعض الصخور، لذلك دائماً نجد الذيل من المذنب في الجهة المعاكسة لاتجاه الشمس، وتظل هذه المخلفات في نفس مدار المذنب حتى تتحرك الأرض نحوها وتحدث ظاهرة الشهب".
وأكد أنه ليس للشهب خطراً على الحياة على الأرض، حيث إنها تحترق نتيجة الحرارة والسرعة في طبقات الغلاف الجوي العليا.