بدأت كوكبة الدلو بسكب موسمها الثاني من الزخات الشهابية خلال السنة, حيث تدخل الأرض في هذا الموسم بين الفترة من 18 يوليو إلى 18 أغسطس، عابرة من خلال غبار مذنبي "كراخت"، ومذنب "ماردسن"، الذي يتقاطع مع مدار الأرض خلال هذه الفترة, ويعتبر الموسم الثاني من الدلويات أكثف من الأول، فيمطر الأرض بنحو 20 زخة شهابية في الساعة حين وصول الشهب لذروتها فجر يومَيْ 27 و28 يوليو، الموافق يومَيْ السبت والأحد 18 و19 رمضان. وأوضح عضو الاتحاد العربي لعلوم الفلك والفضاء, عضو سديم الحجاز الفلكي الباحث الفلكي ملهم محمد هندي, أن هذه الشهب تُعتبر من أشهر الشهب على مدار السنة، وذلك لسرعتها البطيئة ولمعانها العالي، وذلك يعود لأن كثافة هذه الشهب أقل من المتوسط للشهب عادة.
وقال "هندي": كان مصدر هذه الشهب مجهولاً حتى وقت قريب قبل أن يتعرّف العالم على مجموعات من المذنبات التي تصل لمناطق قريبة جداً من الشمس، تصل لآلاف عدة من سطح الشمس فتعمل الجاذبية الشمسية والرياح الشمسية، إما لإسقاط هذا المذنب في الشمس أو تشويهه وانقسامه كما هما مذنب ماردسن "نسبة للعالم المكتشف لها براين ماردسن" ومذنب كراخت "وتعني الطاقة باللغة الهولندية" أنهما من أصل مذنب أساسي واحد قبل أن ينقسما.
وبيّن "هندي" أنه يُطلق على هذه الشهب بدلتا الدلويات، وذلك لمصدرها من كوكبة الدلو، وتميز الاسم بدلتا للتفريق بين الموسمين الأول والثاني, مؤكداً أن أفضل وقت للرصد قبل الفجر وبمناطق خارج المدن بعيداً عن التلوّث الضوئي والغازي جهة الجنوب, وسيعمل القمر المضاء بنسبة 70 % تقريباً من تقليل نسبة مشاهدة شهب دلتا الدلويات هذا العام إلا اللامع منها.
ولفت "هندي" إلى أن الشهب تنتج نتيجة مرور الأرض بغبار المذنبات، الذي تتركه على مدارها وينتج هذا الغبار نتيجة الرياح الشمسية التي تتحرّك بسرعات كبيرة ودرجة حرارة عالية, مما تسبب في ذوبان الجليد من فوق المذنب، وتفتفت بعض الصخور, لذلك دائماً نجد الذيل من المذنب في الجهة المعاكسة لاتجاه الشمس وتظل هذه المخلفات في نفس مدار المذنب حتى تتحرّك الأرض نحوها وتحدث ظاهرة الشهب.
وأكّد "هندي" أنه ليس للشهب خطرٌ على الحياة على الأرض، حيث إنها تحترق نتيجة الحرارة والسرعة في طبقات الغلاف الجوي العليا.