منذ دخولي عالم الصحافة الورقية عام 2009 م كتبت عديداً من الأخبار والمقالات منها ما هو رياضي ومنها ما هو في الشأن المحلي، أخبار وتقارير وحوارات وجميعها كانت تمثل لي الشيء الكثير خلال مشواري الصحفي، ولكن ما سوف أكتبه خلال السطور التالية هو شيء مختلف تماماً، فهو يحكي قصة إنسانة كانت تمثل لي الشيء الكثير ولجميع من حولي، إنها (جدتي الغالية) التي غادرت هذه الدنيا الفانية منذ أربعة أشهر وكان فراقها صعباً على جميع أفراد العائلة ولجميع من عرفها عن قرب، فقد كانت هي الشمعة التي تضيء حياتنا وهي الحضن الدافئ الذي يحتوينا جميعاً صغاراً وكباراً. لا أنسى ابتسامتها الدائمة التي لا تفارق محياها حتى وهي في أصعب لحظات المرض ويكفي أن هذه الابتسامة كانت هي الأمل الذي يعطينا دافعاً لمواجهة الحياة بحلوها ومرها، وقد تعلمنا من هذه الابتسامة الشيء الكثير ومازلنا نتعلم، كما لا أنسى دعواتها الصادقة والنابعة من القلب التي كانت تنزل على أسماعنا كالبلسم خصوصاً، أنها جاءت من قلب صاف لا يعرف سوى الحب والحنان والعطف على جميع من حوله، لا شك أن رحيلها مثّل لنا صدمة كبيرة ما زالت أصداؤها موجودة حتى الآن فقد كانت هي عمود الأسرة ونورها، ولكن هذه سنة الحياة، يوم الجمعة كان مختلفاً بالنسبة لنا فقد كان لقاءً خاصاً يجمعنا بها،-رحمها الله- أنا وشقيقي الأصغر فيصل، فقد علمنا الوالد أطال الله في عمره على زيارتها وتحديداً بعد صلاة الجمعة والحمد لله أن هذه العادة كانت ممتدة منذ سنين طويلة ولم تنقطع حتى وفاتها -رحمها الله-، الحديث عن جدتي الغالية -رحمها الله- يطول هذه الأسطر القليلة لن توفيها حقها أبداً، ولكن لا أقول إلا كما قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم ( إن القلب ليحزن و إن العين لتدمع….). إنّا على فراقك ياجدتي أم يوسف لمحزونون اللهم اغفر لها وارحمها واجعل قبرها روضة من رياض الجنة.