بقلوبٍ مؤمنةٍ بقضاء الله وقدره، تلقينا خبرًا نزل علينا كالصاعقة، نبأ رحيل الأمير الإنسان سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام -رحمه الله-. فقدت الأمة العربية والاسلامية ذلك الرجل الفارس، الذي عمل مع جميع ملوك هذا البلد الطيب، وتقلّد العديد من المناصب، وكان لا تفارقه الابتسامة التي تظهر على محيّاه، لا يرد سائلاً ، وكان يسعى إلى الناس، وإلى الجمعيات الخيرية سائلاً دائمًا وأبدًا: هل تحتاجون شيئًا؟.. وكان يعطي بسخاء. كثيرون هم الذين يملكون المال والجاه والسلطان، ثم لا يتواضعون! ولكن سلطان القلوب، ملك المال والجاه والسلطان، وتواضع لله فرفعه، وأنفق بسخاء، ودعم الفقراء والمساكين، وعالج المرضى والمصابين، وصرف على المبتعثين على نفقته الخاصة، فخلّد بين الناس أعماله.. فإن رحل سلطان بجسده، فهو باقٍ بيننا بأفعاله الشاهدة على نبل خلقه، وكرمه. وهنا أتوجه بالعزاء لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني وزير الداخلية -يحفظهما الله-، ولجميع أفراد الأسرة المالكة الكريمة، والشعب السعودي النبيل عامة. رحم الله فقيد الأمة، وأدخله فسيح جناته.. ولا نقول إلاّ «إنا لله وإنا إليه راجعون»، وإنا على فراقك يا أبا خالد لمحزونون.