إن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن، وإنا على فراقك يا جدي لمحزونون. من أعزي؟ جيرانك الذين أحبوك، أم الأهل والأصدقاء الذين افتقدوك؟ كان رحمه الله رجلا يحب الكل، فابتسامته لا تفارق شفتيه وكان يسأل عن الكبير والصغير والقريب والبعيد عندما كنا أطفالا كان كثيرا ما يداعبنا ويرسم البسمة على شفاهنا، وبعدما كبرنا كان يوجهنا وينصحنا، ولا أنسى سؤاله الدائم لي «في أي جزء وصلت بالقرآن فأجيبه، فيقول: عقبال ما تختمين القرآن». وها أنا يا جدي أعدك بأن أسير في طريق أمنيتك بإذنه تعالى. فمهما مرت السنوات لن أنساك.. سأظل أحكي عنك.. أخبرهم بأن لي جدا قد عمل الكثير لإسعادنا، سأخبر الجميع من تكون. لم تكن جدا وحسب بل كنت جدا وأبا ومربيا. فذكراك خالدة بأعمالك الخيرية التي أرجو من الله تعالى أن يضاعفها لك أضعافا كثيرة. فقد علمتنا المبادرة إلى عمل الخير لإسعاد الغير. وأخيرا أهنئك يا جدتي الغالية ماما منيرة أن عشت 50 عاما بجوار هذا الرجل العظيم.. فجبر الله مصيبتك.. وجعل الخير في ذريتك، الذين هم خير خلف لخير سلف. يا رب هب جدي الخلود بجنة فيها نعيما خالدا لم يحضر ثقل له الميزان وارفع شأنه ولتسقه من عذب نهر الكوثر رزان محمد علي الشارخ