أكد وزير التربية والتعليم الأمير خالد الفيصل أن المملكة تعيش هذه الأيام حراكا تطويريا مستمرا وفترة انتقالية نحو العالم الأول، بعد أن قطعت شوطاً كبيراً للاستعداد لهذه المرحلة والتحول الفكري والثقافي الذي ستكون وزارته هي المسؤول الأول عنه. وقال خلال لقائه أمس بالقيادات التربوية بالمنطقة الشرقية واطلاعه على برامج تعليم المنطقة، إن الذين سبقونا هيأونا لاتخاذ القرار في هذا الوقت وقد اتخذه قائد الأمة خادم الحرمين الشريفين، حيث وفر لنا أشياء كثيرة بعد الله سبحانه وتعالى أولها: الأمن والاستقرار ثم السيولة المادية التي هيأت لنا الفرصة لكي نفكر ونخطط ونعمل. وأضاف: طلب الملك منا، وفي أكثر من مناسبة، أن نتحرك إلى الأمام، مستشهداً بمقولته للوزراء أكثر من مرة في اجتماعات مجلسهم (اليوم لم يعد لكم عذر) وذلك لتحقيق أمل وتطلعات المواطنين. وقال الوزير إن بناء المدرسة الجاذبة لا يقتصر على تصاميم المباني فقط، بل تمتد لبناء الفكر والإدارة والمعلم والطالب والأنشطة، لتكون هناك مدرسة جاذبة يسعى إليها الطالب كل يوم وهو سعيد، وليس مغصوباً من والديه. وأضاف: مدارسنا في مجملها طاردة، ربما لأنها لم توفر البيئة الجاذبة، ولكننا اليوم وصاعداً لن نقبل بمثل هذه المدارس. مشيرا إلى ثلاثة عناصر رئيسة في التعليم تعتبر ذات أولوية وهي: الطالب والمعلم والمدرسة، فالطالب هو الأساس الذي أنشئت المدرسة من أجله وهو مستقبل هذه البلاد فنحن نريد أن نشكل شخصيته منذ نعومة أظافره لتكون شخصية المواطن "القوي الأمين". وقال الأمير خالد الفيصل إن استئجار المباني المصممة للسكن كمدارس من أكبر الأخطاء ويجب معالجتها فورا، واستبدالها بمبان مدرسية حقيقية، وهو ما يتجلى في توجيهات خادم الحرمين الشريفين لمشروع (التطوير في التعليم العام). لذلك علينا أن نصل لهذا المستوى الذي يرقى إلى طموحات الملك وتوقعات وآمال المواطنين، ولابد أن نحدد فترة زمنية لنلمس التطوير في التعليم وهي خمس سنوات ابتداء من العام الدراسي المقبل. وفي معرض إجاباته على مداخلات منسوبي تعليم المنطقة حول اشتراط التخصص لتدريس مواد اللغة العربية والرياضيات والعلوم في المرحلة الابتدائية وإدخال الحاسب الآلي، قال إن الوزارة سيكون لها مجهود في القريب العاجل لتحسين والارتقاء بمستوى المعلم والمعلمة في جميع المجالات والتخصص واجب ولا يجب أن يتولى الأطفال إلا من هو مؤهل بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، مشيراً إلى أن اللغة العربية من الأولويات التي سيوليها اهتماما خاصا، أما الرياضيات والعلوم فقد بدأ تحديد مناهجها ولابد من تدريب المعلمين عليها. أما الحاسب الآلي فهو ضمن أولويات الوزارة في كل مدرسة وفي كل فصل. إلى ذلك شهد الوزير، خلال اللقاء توقيع اتفاقيتين للشراكة بين تعليم الشرقية ومجموعة شركات الشيخ عبدالله فؤاد القابضة لجائزة عبدالله فؤاد لتعزيز القيم لدى طلاب وطالبات المنطقة الشرقية ووقعها مدير عام التعليم الدكتور عبدالرحمن المديرس وعبدالله فؤاد، وكذلك اتفاقية جائزة "سمو" المجتمع لتطوير النمو لدى القيادات التربوية ووقعت مع الدكتور عايض القحطاني. وفي الإطار نفسه وقف الوزير، أمس على سير الميدان التربوي وتفقد عدداً من مدارس المنطقة يرافقه نائبه لشؤون البنين الدكتور حمد آل الشيخ، ووكيل الوزارة الدكتور عبدالرحمن البراك ووكيل الوزارة للتخطيط والتطوير الدكتور راشد الغياض والمدير التنفيذي لشركة تطوير للخدمات التعليمية الدكتور علي الحكمي، حيث استهل جولته بمدارس الظهران الأهلية، وكان في استقباله مدير عام تعليم المنطقة الشرقية والمساعد للشؤون التعليمية الدكتور سامي العتيبي، ومدير المدارس خالد التركي، ونائبه فوزي جمال، بحضور مدير القسم الابتدائي عبدالمحسن بالطيور، تلا ذلك مدرسة الأمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد الابتدائية بالدمام بحضور مديرها سلطان العمري، وصولاً إلى مدرسة جواثا الابتدائية بالدمام بحضور مديرها غازي العتيبي. وكان الوزير بدأ جولته أمس الأول للمنطقة بزيارته لشركة أرامكو السعودية، وعدد من المدارس لقطاع البنين والبنات منها الثانوية الأولى للبنات بالظهران، وثانوية العروبة للبنين في حي الراكة بالخبر. كما وقف على نادي إنجاز بمدرسة العروبة الثانوية بحي الراكة بالخبر، الذي يقدم عددا من الأنشطة التعليمية والثقافية والتربوية والترويحية للمستفيدين منه، كما اطلع على المعرض المصاحب الذي شارك فيه جميع أندية الحي التابعة لتعليم الشرقية.