منذ أن بدأت ثورة الياسمين في تونس واستشرت في كل أرجاء الوطن العربي وهي تسير نحو منحدرات خطيرة، خصوصاً عندما تأدلج مسارها الحركي في حراكها السياسي والتنظيمي، وما تمخضت عنه من دمار شامل على مستوى الإنسان والمكان والاقتصاد والحضارة، أثرت بصورة مباشرة وغير مباشرة على كافة الوطن العربي، تأثيراً سلبياً، وعلى النقيض تماماً لأهدافها المرجوة، حتى أصبحت الساحة العربية مسرحاً لعرض قصص (الدراكولا) التي لا تخفى على أحد وشاهدها الجميع. ولعل الحسنة الوحيدة التي أفرزتها تلك الثورات هي كشف النقاب عن مسار وأهداف جماعات دينية وأحزاب سياسية وطوائف وحركات امتطت الدين لتقوم من خلاله بالتأثير على عامة الناس وكسب عاطفتهم وثقتهم في تحقيق أهدافها السياسية والطمع في السلطة، بينما هي بعيدة كل البعد عن المضمون الديني. وهي الحسنة الوحيدة التي أظهرتها ثورات الربيع لأهداف تلك الجماعات، ولعل أهمها الإخوان المسلمون في مصر وداعش في سوريا والحوثيون في اليمن، ولعل جماعة الإخوان المسلمين أكثرها تأثيراً في مصر لتبنيها التوجهات الإرهابية هناك، فقد زجت بأبناء مصر في تفرقات عنصرية وطائفية تمخض عنها تفجيرات متكررة، آخرها ما حدث في جامعة القاهرة. في ظل هذا الحراك الطائفي والسياسي وطمع الإخوان في السلطة يطل علينا سؤال مهم برأسه: هل ستقف تلك الأحداث السياسية والطائفية والحركات الإرهابية عائقاً أمام ترشح السيسي لرئاسة الجمهورية؟ وهل سينجح السيسي في الوصول إلى كرسي الرئاسة؟ وإن استطاع ووصل إلى كرسي رئاسة الجمهورية هل سينجح في التغلب على جماعة الإخوان المسلمين، خصوصاً وأنها تراه عدوها الأول الذي تسبب في سحب كرسي الرئاسة منهم وأسقط الأهداف التي خططت لها منذ سنين، خصوصاً وأن الجماعة تملك عتاداً بشرياً مؤدلجاً وعسكرياً، ومموَّنة من جهات عدة؟