أحمد دمّاس مذكور في خضم الأحداث السياسية التي جابت المنطقة العربية واستقرت في سوريا ومصر، حتى أصبحت لعنة شيطانية دثّرت ثوراتهم. قبل عقدين من الزمان وأكثر تجّبر النظام العراقي على جارته الحبيبة الكويت معلنا بذلك بداية سقوطه ونهاية هيمنته، لتبدأ بعد ذلك مرحلة جديدة من الأحداث السياسية والحزبية والطائفية، والسباق على كرسي الحكم، لتستمر معها سلسلة متواصلة من الإرهاب والخوف والهلع وانعدام الأمن الأمان مما أحدثته الجماعات المختلفة من الانفجارات والاغتيالات، حتى أصبحت مسرحا لعرض المشاهد الدموية الإرهابية، وما زالت تلك المشاهد تعُرض حتى يومنا هذا وغدا، وأنا أتساءل هل قرر منتجو تلك المسرحيات عرض مسرحياتهم على أرض الكنانة!!؟ لتصبح مصر حبيسة الجشع السياسي وتطرف الجماعات وتكاثر الأحزاب وهمجية الخلافات الطائفية، واستعراض عضلاتهم، على حساب حياة المصريين الأبرياء. في ظل هذا الحراك السياسي والخلاف الطائفي والعراك الحزبي وسلسلة من موجات الانتقامات والاغتيالات والطمع في كرسي الرئاسة والسباق عليه، تصبح تلك المقومات وقود اشتعال وبارود انفجارات متتالية لتصبح بذلك مصر اليوم تماما كما حدث ويحدث في العراق، فهي نفس المقومات التي جعلت العراق أرضا خصبة لتكاثر الإرهاب وسفك الدماء وقتل الأبرياء وانعدام الأمن والأمان في المنطقة طيلة تلك الحقبة الزمنية التي تبلور فيها الإرهاب إلى يومنا هذا. أرى أمامي تداعيات ما كان يحدث في العراق ويحدث الآن في أرض الكنانة، حتى أنجبت تلك الخلافات الطائفية والحزبية والسياسية موجة عارمة من الترويع والدمار والقتل، وسفك الدماء، وإزهاق الأرواح البريئة، بلورتها رياح صرصر من الإرهاب المستمر، يبدو أن المصريين قرروا عرض تلك المشاهد والمسرحيات على أرض الكنانة، فمنذ أن سقط نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك حتى بدأت تلك المشاهد في التبلور لتبدأ بروفات العرض في الكواليس، ولكن بأسلوب آخر حمل بصمة كتّاب مصر ومخرجي مصر ومنتجي مصر وممثلي مصر، استعدادا لعرضها على مسارح مصر، فمشاهد الحرب على السلطة، والطمع في الرئاسة وخلافات كتابة الدستور، كانت أول مشاهد المسرحية، لتستمر سلسلة من المشاهد والأحداث السياسية، قادت البلاد إلى عراك طائفي تمخضت عنه موجات من الإرهاب أدت إلى قتل المصريين الأبرياء وزعزعة أمنهم. لذلك أتساءل، هل ستصبح مصر اليوم عراق الأمس!!؟