التبرير وإلصاق الأخطاء بالآخر، ثقافة أغلب المسؤولين وأصبحت كلمة الاعتذار محظورة في قاموس المسؤول سواء كان عسكرياً أو مدنياً، حتى لوكانت الرؤية واضحة والأخطاء لاتقبل اللبس أو التبرير، إلا أن المكابرة وضعف الوازع الديني وموت الضمير ترسخ فينا ثقافة نحن على صواب وغيرنا على خطأ، وحتى وإن حدث خطأ طبي تسبب في حالة وفاة فإن الميت يتحمل خطأ الطبيب حتى في حوادث الطرق يطبق الخطأ على المتوفى وكأن الأمر شيء عادي وهو الطامة الكبرى والمفروض والمطلوب أيضاً أن يكون ميزان العدالة أمام المسؤول في كل الحالات سواء كان جندياً أو ضابطاًُ أو وزيراً وإن الله يراك إن لم تكن تراه. ما دفعني لكتابة هذا الموضوع هو ما تناولته الصحافة الورقية والإلكترونية عن (مصاب مكة) وما تفضل به الناطق الإعلامي لإدارة مرور العاصمة المقدسة وإن رجل المرور يؤدي واجبه، وهذا أمر مفروغ منه، وإلا فلماذا رجل المرور يقف في ذلك الموقف بالطبع مطلوب منه أن يؤدي واجبه لكن ليس من ضمن وا جبه أن يعتدي على مواطن حتى لو افترضنا أن المواطن ارتكب خطأ، فرجل المرور لديه قوانين يمكن أن يتبعها وليس من حقه على الإطلاق أو من غيره أن تمتد يده بالضرب عياناً بياناً وكم هو جميل الاعتذار والأجمل الاعتراف بالخطأ حتى لايتكرر من أطراف أخرى، ويعد أمراً عادياً ومُشَرّعاً ولا حول ولاقوة إلا للمسؤول، أما المواطن فلا حول له ولاقوة والأمر فيه سعة فالتدريب المستمر والثقافة الواعية تسهل التعامل مع الآخرين ولين الجانب للمواطن قال تعالى: (ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك) وأتمنى أن تكون العلاقة حميمة بين رجل الشرطة والمواطن وأن يوضح دور المسؤولين جميعا بأنهم فى خدمة المواطن وهذا توجيه ملكي يجب علينا احترامه وتطبيقه.. الله المستعان.