«المسؤول الذي لا يَرُدُّ على المواطنين، مسؤول صغير، وليس كبيرا». هذه العِبَارة أطلقها محافظ محافظة الليث (محمد القبّاع) في سياق تأكيده على أنّ من واجب المسؤول «متابعة المسؤولين المتغيبين عن إداراتهم، وسؤالهم عن سبب تغيبهم»، بالإضافة إلى تشديده على «أهمية متابعة مسؤولي الإدارات الحكومية، والمراكز الإدارية، الذين لا يداومون»، وطالب المواطنين ب»زيارته في مكتبه في أيِّ وقت، لإبداء ملحوظاتهم وشكاواهم في نقص الخدمات، أو حتى من الظُّلم» (صحيفة الوطن، 1 شعبان 1432ه، ص 13). سياسة الأبواب المفتوحة خير وسيلة لقضاء حاجات الناس، وسماع مطالبهم وشكاواهم، فالتنمية المستدامة تحتاج إلى أذرع مُسانِدة، مَحْمِيّة بالنظام، والمسؤول الحَسَن الحديث، اللطيف المَعْشر، إنما يُسَوِّق نفسَه بسهولة، ولا يفرضها على الناس، ولا يُقفِل الأبواب في وجوههم، ولا ينعتهم بصفات لا تليق، أو يعكر صفو هدوئهم وسكينتهم. الناس في حاجة إلى مسؤول يُحافظ عليهم، مُحافظته على الوحدة الوطنية، وهو على هذا النحو يُقَرِّب بين أخلاقهم وأذواقهم، فهو منهم وإليهم، واعتزاله عن الناس خسارة مزدوجة، يخسر نفسه، ومن ثم يخسر بني وطنه، ولو كان فظّا غليظ القلب، لانفضّ الناس مِنْ حولِه. ينبغي أن يقدِّم كل مسؤول نفسه، بوصفه مشروعاً يزكيه الدّين، وتعززه ثقة المواطنين فيه، والتنمية تحتاج إلى مسؤول ذي خصال كثيرة، تتفاعل لتنتج شخصية الرجل القادر على تحمل المسؤوليات وتبعاتها، ويترك مجالاً حراً واسعاً للمبادرات الفردية، تختار، وتُبدع، وتبتكر، وتُنتج، وتُفكر في المستقبل، مستقبله الفردي، ومستقبل مجتمعه. الصبر، واحترام الناس، والتضحية، والإتقان، والرجولة، والانضباط، وعدم تعطيل مصالح المواطنين، بوسعها صُنع المسؤول، القادر على احترام مسؤولياته، وعليه أن يسأل نفسه: هل حاولتُ أنْ أعدَّ المواطن الإعداد الكافي، لجعله في الحاضر والمستقبل، عنصرا فعالا من عناصر الأمن، والاستقرار، والتنمية؟! كم مسؤولا يهتم بمصير الإنسان؟ وكم مسؤولا يستغني عنه الإنسان؟ وشتان بين من يُفكر في المستقبل فيعمل من أجله، ومن يواجه المصير المجهول، وفي وُسْع أيّ مسؤول سعودي، فتح الأبواب للناس بثمن بسيط: العدْل، والإحسان. فاكس: 014543856