حذر عضو الهيئة العامة للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، برهان غليون، من أن الشعب السوري أصبح الآن بين مطرقة النظام وسندان تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام المسمى اختصاراً «داعش». ووجَّه الرئيس السابق للمجلس الوطني السوري حديثه إلى من سمّاهم «الجهاديين الذين غُرِّرَ بهم للانضمام إلى مشروع داعش بحجة أنهم جاءوا لينصروا الشعب السوري»، قائلاً إن «مكانكم موجود بين أفراد الجيش الحر، وإن كان هدفكم حقاً نصرة الشعب السوري وتحقيق أهداف الجيش الحر فنحن نرحب بكم». واعتبر غليون، في حديثه ل «الشرق»، أن «خيوط اللعبة باتت مكشوفة تماماً أمام الشعب السوري» فأصبح يميز بين كتائب الجيش الحر وجماعة النصرة وجماعة داعش، وأضاف أن «ما ساعد على ذلك إعلان جبهة النصرة ولاءها للقاعدة، ووضوح مواقف داعش التي تصب في مصلحة النظام وضد الجيش الحر بدليل مهاجمة هذا التنظيم مواقعه». ورأى غليون أن هناك «علاقات واضحة بين قادة داعش ونظام إيرانوسوريا، حتى أن التنظيم تحول إلى قوات خاصة تعمل خلف خطوط الثوار السوريين وتقوم بعمل يتماشى في نفس الاتجاه مع عمل قوات النظام»، معتبراً أن «السوريين أصبحوا بين مطرقة النظام وسندان داعش، وهو ما يشكل تحدياً كبيراً ويضعف الجيش الحر الذي بات يبحث بكل السبل عن وضع حد لتوسع داعش». وتناول غليون تنظيم «داعش» بمزيدٍ من التفصيل فقال «إنهم خليطٌ من متطرفين مهووسين بالحرب والقتال، والمفهوم الوحيد لديهم عن الجهاد هو قطع الرؤوس، يقودهم ضباط مخابرات إيرانيون وسوريون وعراقيون تحركهم أحقاد طائفية، وليس لديهم همّ سوى السيطرة على الناس وقتلهم وقطع الرؤوس ومهاجمة الشعب السوري نفسه، ما دفع الشعب إلى الثورة ضدهم كما حصل في إدلب والرقة وكل المناطق التي حاولوا السيطرة عليها». وشدد عضو الهيئة العامة للائتلاف الوطني على أن «الشعب السوري لن يقبل بعد ثلاث سنوات من الصراع مع النظام أن يسلم أمره لأشخاص جاءوا ليفرضوا سيطرتهم ويصبحوا هم من يقرر ويؤسس خلافة وإمارات». وتابع «هم (داعش) الآن وضعوا إمارات ونصَّبوا في بعض مناطق سيطرتهم أميراً يبلغ من العمر 15 سنة، هؤلاء المتطرفون يعملون حالياً على إحلال دولة بديلة للدولة السورية، والشعب يريد أن يستعيد الدولة السورية كدولة ديمقراطية لا أن يلغِيَها». ووصف غليون (داعش) في الوقت الحالي ب «الحليف الحقيقي للنظام، رغم أن الأخير يقوم بالتمويه ويصفهم بالإرهابيين، في حين أنهم يمارسون الإرهاب ضد الشعب وليس ضد النظام الذي يستخدمهم حتى يهمش مطالب الشعب ويقول إن ما يحدث في سوريا ليس ثورة، لكنهم في الحقيقة يخدمونه لأجل تدمير الدولة وقتل الطوائف الأخرى، لذا باتوا حلفاء موضوعيين له إن لم يكونوا في الأصل حلفاء ذاتيين». لكن غليون لم يستبعد انقلاب «داعش» حتى على إيران والنظام السوري في حال توسع التنظيم، وأوضح «نحن لا نستهين بداعش خاصةً بعد أن بدأت ترتب أمورها وتقوي تنظيمها في المنطقة، ونتوقع استمرارهم في القتال، والمعركة مستمرة وستكلف كثيراً من التضحيات». وتطرق الرئيس السابق للمجلس الوطني إلى المعركة بين «داعش» والجيش الحر بقوله إن «داعش اعتدت على الجيش الحر وعلى الأراضي التي حررها، وأرادت أن تؤسس لنفسها ممالك في كل منطقة، والحقيقة أن الجيش الحر لم ينتفض وحده ضد داعش بل دعَّمه سكان المدن والقرى الذين فرضت عليهم داعش سلطتها»، مؤكداً أن «الجيش الحر جزء من الشعب ومهمته حماية الشعب». تشهد الساحة الأردنية يقظة أمنية بسبب الإقليم المشتعل حول عمّان في سورياوالعراق وفلسطين ولبنان. وفي هذا السياق، ألقت الأجهزة الأمنية الأردنية القبض على خلية إرهابية تتبع للدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش» على الحدود الأردنية – العراقية كانت تنوي القيام بأعمال إرهابية وفق مصدر أمني، فيما يقوم وزير الداخلية الأردني بزيارة إلى القاهرة لتبادل المعلومات حول حركة ملحوظة لإرهابيين في سيناء رصدتها الأجهزة الأمنية الأردنية. وقال المصدر الأمني إن الخلية التي أُلقِيَ القبض عليها على الحدود مع العراق كانت تهدف، وفق اعترافات أفرادها، إلى القيام بأعمال إرهابية وتفجير مقر السفارة السورية في عمّان ومقار أحزاب ومنظمات أردنية تساند النظام السوري. وفي نفس السياق، أعلن مدير الأمن الوقائي، العميد زهدي جانبك، ضبط مشغل لتصنيع الأسلحة في منزل في محافظة إربد وإلقاء القبض على صاحبه، بالإضافة إلى ضبط عدة مواقع لتصنيع وتخزين الأسلحة في المدينة. ولم تخفِ مصادر أمنية وجود علاقة بين المصنع وتأجج الأوضاع في مناطق بسوريا؛ حيث قالت المصادر إن التحقيقات جارية لكنها استطردت بقولها «بالطبع المصنع له علاقة بالأوضاع في سوريا». وقال العميد جانبك، في مؤتمر صحفي، إنه «بتاريخ 25 ديسمبر الماضي وردتنا معلومات بقيام أحد الأشخاص بتصنيع الذخائر والعتاد داخل مشغل في منزله بمدينة إربد والاتجار بالأسلحة». وكشف جانبك أن الأجهزة المعنية ضبطت خلال مداهمة المنزل 11 بندقية مختلفة الأنواع ومسدسات و671 طلقة خرطوش حي و2570 ظرف فارغ خرطوش قيد التصنيع، بالإضافة إلى كميات كبيرة من المواد والقوالب التي تدخل في تصنيع وتعبئة العتاد. وأوضح أنه «وبالتحقيق مع صاحب المنزل اعترف بما أُسنِدَ إليه، وأفاد بأنه يقوم بتعبئة العتاد وبيع جزء منه، واستعمال الجزء الثاني شخصياً، كما اعترف بالتعامل مع عدد من الأشخاص للحصول على المواد الخام التي تدخل في تصنيع الذخيرة». وأشار العميد جانبك إلى أنه «وبناءً على التحقيقات ومتابعة المعلومات، تمكنت الأجهزة الأمنية من الوصول إلى مجموعة من المواقع، التي تقوم بتصنيع أجزاء من الذخيرة، ليتم فيما بعد جمعها في موقع واحد لتصنيع الذخيرة». بدوره، يقوم وزير الداخلية الأردني، حسين المجالي، حالياً بزيارة إلى العاصمة المصرية القاهرة لبحث ملف مكافحة الإرهاب على رأس وفد أمني رفيع المستوى. ولم يتسنَ ل «الشرق» معرفة تفاصيل عن المباحثات الأمنية بين الجانبين الأردني والمصري، غير أن المصادر ألمحت إلى امتلاك الأردن معلومات مهمة بخصوص التيارات المتشددة التي تتبع القاعدة في شبه جزيرة سيناء المصرية، وأن المصلحة الأمنية للأردن وللإقليم تقضي بتسليم هذه المعلومات للأجهزة المصرية.