المقاتلون الذين أسسوا دولة العراق الإسلامية خلال فترة الاحتلال الأمريكي جاؤوا إلى العراق عبر الحدود السورية وبرعاية كاملة من مخابرات بشار، هذا ما كانت تؤكده تصريحات الأمريكيين والعراقيين في تلك الأيام، والآن بعد أن اتسعت رقعة النشاط الإرهابي لهذا التنظيم ليشمل الشام بعد بلاد الرافدين يبدو أن أكثر المستفيدين من وجوده هو نظام بشار الذي يدعي التنظيم أنه جاء لمحاربته!. بشار قمع الثورة السورية السلمية بحجة أنه يحارب تنظيمات إرهابية مسلحة أثناء قمعه الوحشي للمظاهرات السلمية ولم يكن أحد يصدق أكاذيب الطاغية حتى جاءت لتحول هذه الأكاذيب إلى أمر واقع، ودول العالم تتردد في دعم المعارضة السورية لأنها تخشى من سيطرة تنظيمات مثل داعش على سوريا بمجرد سقوط الأسد، واليوم اكتملت الصورة حين اشتبكت داعش مع الجيش الحر وبقية تشكيلات المعارضة السورية ووجهت بنادقها باتجاه الثوار وليس باتجاه جنود الطاغية وحاولت أن تحتل المناطق المحررة وتركت المناطق التي يسيطر عليها جيش الأسد، وسعت لاحتلال المنافذ الحدودية على نحو خاص ومن المعلوم أن تركيا في حال سيطرة داعش على الحدود فإنها ستقوم فورا بإغلاقها وهذا ما يتمناه الأسد!. داعش هي أجمل ما يمكن أن يحلم به نظام الأسد، فهي سلاح أشد فتكا من الكيماوي الذي نزعه الأمريكان خوفا من وصوله إلى داعش وليس خوفا من الأسد، وجودها أصبح هو الأمر الوحيد الذي يمكن أن يبرر وجوده في الحكم، وهي اليوم تتحرك في الوقت المناسب ففي الوقت الذي يشعر فيه جيش الأسد بالاستنزاف وتعاني فيه إيران من صعوبات مالية بسبب تمويلها لمجازر الأسد ضد شعبه، ظهرت داعش من حيث لا يتوقع أحد كي توجه ضرباتها إلى الجيش الحر وتحاول احتلال المناطق التي يسيطر عليها الثوار لتنتعش آمال الأسد بالبقاء فترة أطول وتلوح له فرص جديدة باستمالة أطياف كثيرة يقلقها وجود مجموعات مثل داعش. ** على الضفة الأخرى من الحدود تعيد داعش ترتيب الوضع السياسي بما يخدم أهداف نوري المالكي، وجودها يبرر قمعه لاحتجاجات أهالي الأنبار المشروعة، وما هو أهم من ذلك أن وجود داعش قد يكون مبررا لتأجيل الانتخابات التي يخشى نتيجتها بسبب رفض قطاع عريض من العراقيين لسياساته العقيمة التي مزقت العراق، وحتى لو لم تؤجل الانتخابات فإن وجود تنظيم دموي مثل داعش سوف يزيد من حدة الاستقطاب الطائفي في الانتخابات وهنا سوف تذهب الكثير من الأصوات إلى الاتجاه الطائفي المتشدد الذي يمثله المالكي خير تمثيل!. ** بعض من يختلفون مع داعش اليوم هم (نصف داعشيين) أي أنهم يؤمنون بأغلب نظريات وأفكار داعش ولكنهم يختلفون معها في خطة العمل، لو أتيحت لهم الفرصة لأقاموا دولة مثل تلك التي تدعو لها داعش، ولو لم تحاربهم داعش بالسلاح لما وجدوا في كل جرائمها أدنى مشكلة. ** ثار السوريون على الأسد بحثا عن الحرية والديمقراطية والدولة المدنية المتماسكة وكل من يحارب هذه العناوين التي سالت من أجلها دماء الشهداء مثله مثل الأسد أو هو شيء منه!.