ضبط ناشطون بيئيون يوم أمس، آلية متوغلة داخل غابة المانجروف شمال جزيرة تاروت بمحافظة القطيف، وتسببت في تجريف عدد من الأشجار، ضمن سلسلة حوادث اعتداء على الغابة متتالية رصدها الأهالي خلال الأسبوعين الماضيين. وذكر نائب رئيس جمعية الصيادين بالمنطقة الشرقية جعفر الصفواني، أن الآلية توغلت بعمق حوالي 200 متر داخل غابة شمال تاروت، وتسببت في تجريف عدد من الأشجار في وضح النهار، ضاربة بالقرارات عرض الحائط وأوضح الصفواني أن ما قامت به هذه الآلية وما يقوم به عدد من شاحنات الأنقاض المجهولة، وصهاريج البلدية، بشكل ممنهج ومستمر في التعدي على الغابة يخالف بشكل صريح المادة الثانية من النظام العام للبيئة الصادر بالمرسوم الملكي رقم م/34 في 28/ 7/ 1422ه والقاضي بالمحافظة على البيئة وحمايتها وتطويرها، ومنع التلوث عنها. ويخالف الأمر السامي رقم 12318في 1/17 /1403ه والمعتمد بموجب الأمر السامي 18618 في 27/ 8/ 1404ه. والقاضي بأن تبقى جزيرة تاروت دون ردم للمياه المحيطة بعد تشجيرها وإدخال مشاريع التجميل والتحسين عليها لتكون منطقة ترفيهية ومتنفساً لسكان المنطقة الشرقية، ونقل ما صدر عليها من منح من المقام السامي إلى بلديات المنطقة الشرقية الأخرى. ويخالف توصيات مخرجات دراسة الآثار البيئية لتطوير السواحل في مدينة سيهات وجزيرة تاروت، التي أجرتها بلدية محافظة القطيف وصدرت نتائجها عام 1434ه. وتخالف الفقرة (أ) من المادة الثالثة عشرة من نظام المراعي والغابات الصادر بالمرسوم الملكي رقم م/55 بتاریخ 29/ 1425/10 التي تحظر الإضرار بالأشجار والشجیرات النامیة في أراضي المراعي والغابات، كما یحظر استعمال مواد ضارة – أیاً كان نوعھا – على هذه النباتات أو بالقرب منھا، أو استعمال أي وسیلة أخرى تتسبب في إضعاف أو موت الأشجار أو الشجیرات أو الأعشاب النامیة في بیئتھا الطبیعیة. وعلى صعيد متصل، أوضح الناشط البيئي علي شعبان ل»الشرق»، أنه تم خلال الأيام الماضية صد عدد من الصهاريج التابعة لأحد المقاولين وهي تفرغ مياه يشتبه في أنها صرف صحي في المانجروف، كما تم رصد عدد من الشاحنات وهي تقوم بتفريغ الأنقاض في المنطقة بشكل متعمد، بسبب غياب الرقابة، متسائلاً من أعطى هذه الآلية التي توغلت يوم أمس التصريح بدخول هذه المنطقة، ومطالباً وزارة الزراعة والأرصاد حماية البيئة والأمانة تطبيق النظام بحق المخالفين والتحرك لحماية المنطقة فوراً. وأوضح شعبان أن هذه الغابة هي ثروة وطنية لاتقدَّر بثمن، وتمثل إحدى دورات الحياة للكائنات البحرية والأسماك والربيان، وأحد أسباب توفر هذه السلة الغذائية في خليج تاروت، وأن القضاءعليها مخالف للأنظمة والتعليمات، والحفاظ عليها ونقلها للأجيال القادمة واجب وطني وديني وأخلاقي. وطالب شعبان بضرورة، تعويض المتضررين من المحافظة على البيئة بشكل عاجل وسريع ومُرضٍ لهم، مشيراً إلى أنه من غير المنصف أن تبقى قضية هذه الفئة معلَّقة لسنوات، وأن من حق الجميع أن يقف معهم حتى يتم تعويضهم بمبالغ تتماشى مع أسعار العقارات والأراضي في المنطقة وتمكنهم من الشراء في أي مكان آخر. من جانب آخر قال رئيس هيئة الأرصاد وحماية البيئة الأميرة بندر بن سعود ل «الشرق» إن اللجنة التي تم تشكيلها لمسح غابات المانجروف في شواطئ الخليج العربي ستبدأ أعمالها خلال أيام، مؤكداً أن الهيئة حريصة جداً على الثروة الخضراء وتنميتها.