المفتي العام يؤمُّ المصلين : أمَّ سماحة مفتي عام المملكة, رئيس هيئة كبار العلماء ورئيس اللجنة الدائمة للإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ, جموع المصلين الذين احتشدوا في جامع الراجحي عصر اليوم لأداء صلاة الميت وتشييع جثمان "محب الخير" رجل الأعمال المعروف الشيخ صالح بن عبدالعزيز الراجحي, حيث احتشد الآلاف من المواطنين والمقيمين في الجامع قبيل صلاة العصر, بحضور عدد كبير من العلماء والمسؤولين والمشايخ وطلبة العلم ورموز العمل الخيري ورجال المال والأعمال لأداء صلاة العصر, ثم صلاة الميت على جثمان الفقيد, وقد كثفت الدوريات الأمنية والمرورية وجودها حول المسجد لتنظيم حركة السير في وصول المشيعين للجامع أو في الطريق من جامع الراجحي حتى مقابر النسيم. وكان الشيخ صالح بن عبدالعزيز الراجحي انتقل إلى رحمة الله تعالى أمس السبت عن عمر يناهز ال95 عاماً إثر معاناة طويلة مع المرض، وتستقبل أسرة الفقيد العزاء اليوم الأحد في قصره بحي الملك فهد من الساعة 4 عصراً وحتى الساعة 9 مساء، وكذلك في يومي الاثنين والثلاثاء. وبرحيل الشيخ صالح الراجحي فقدت المملكة أحد أهم رجال الأعمال المعروفين والداعمين للمشاريع الخيرية، فالشيخ صالح الراجحي ولد في بلدة البكيرية التابعة لمنطقة القصيم، ونشأ فيها وطلب العلم وأتم حفظ القرآن الكريم في الثالثة عشرة من عمره، وانتقل إلى الرياض ولزم مجالس الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله، ونهل منها العلم والأخلاق وحب الناس والإحسان إليهم. وعُرف عن الشيخ الراجحي ذهابه للمسجد قبل ربع ساعة من وقت الصلاة، منذ صغر سنه وحتى أقعده المرض, وكان مع ملازمته للعلماء يزاول التجارة منذ أن كان عمره 13 سنة, وقد وجد نفسه فيها وكافح طلباً للرزق الحلال حتى وفقه الله عام 1366ه بافتتاح أول دكان يزاول فيه مهنة الصرافة، التي نمت وتطورت حتى أصبحت صرحاً عظيماً من صروح الاقتصاد، وأصبح مصرف الراجحي أول مصرف إسلامي. وتوسعت أعمال الشيخ صالح بن عبدالعزيز الراجحي حتى لم يترك مجالاً من المجالات التجارية والعقارية والزراعية إلا وضرب فيها بسهم، وكان التوفيق والنجاح حليفه أينما توجه، وكانت الأيادي البيضاء التي يضعها في كل مكان سبباً للبركة والسعة في الرزق، وكان يقول رحمه الله: والله ما أنفقت يوماً للزكاة مليوناً إلا عوَّضني الله سبحانه بمليونين. وتميز الشيخ صالح الراجحي بالتواضع والزهد وقلة الكلام.