مازالت المرأة في مجتمعنا بكل إصرار وثقة وعزيمة تحاول إقتحام مجالات كانت من الصعب الخوض فيها لعدم تقبل المجتمع لهذه الأفكار وممارستها بالرغم من إلتزامها بالضوابط ومراعاتها لتقاليد المجتمع . فخاضت المرأة تجربة التمثيل وكتابة النصوص المسرحية للمسرح النسائي السعودي الذي يمر في مرحلة إنتعاش وحراك وتقدم في العروضات المسرحية النسائية التي تقام بعدة مناطق بالمملكة في كل عام . كان أول ظهور حقيقي قوي للمسرح السعودي النسائي في مهرجان الجنادرية 14 بمسرحية ( أقبل الخير ) للكاتبة بدرية البشر , وبعد ذلك أصبح هناك حركة في المسرح النسائي السعودي على مر السنوات فتعددت وكثرت العروض المسرحية النسائية بمناطق مختلفة من مدن المملكة منها الرياضوجدة وأبها . من هذه العروض مانجح بفضل المضمون الاجتماعي والإرشادي في محاولة لمعالجة المشاكل المعاصرة التي يعاني منها المجتمع السعودي ومنها مافشل لضعف الأداء التمثيلي وعدم توفر الخبرة للممثلات . والنجاح في كثير من هذه العروضات يدل على التطور الحاصل بالحركة المسرحية النسائية في السعودية أغلب ماتم عرضه من عروض مسرحية نسائية لاقت إقبال وتفاعل جماهيري وهذا يدل على تقبل مجتمعنا السعودي لوجود المسرح النسائي وتقبل النساء بشكل خاص . قرأت بالأمس خبر صدور موافقة مدير الجامعة الدكتور عبد الله العثمان على إنشاء فرع للنادي المسرحي التابع لعمادة شؤون الطلاب، بحيث يكون ناديا مسرحيا خاصا بالطالبات فقط . هذه الموافقة والخطوة الرائدة بادرة إيجابية تدل على إدراك المسؤولين في أهمية المسرح في صنع الثقافة المجتمعية وكونها عاملاً مهمًا في إيصال وتبادل ثقافة الشعوب وهذه الموافقة وإنشاء النادي المسرحي النسائي للجامعة يعتبر بمثابة دعم للمواهب وتطويرها وتحقيق طموحاتها في جو نزيه ومحافظ على التقاليد وبعيدا عن الإختلاط . وهذه الخطوة الإيجابية في إنشاء النادي المسرحي النسائي على مستوى جامعات المملكة إستثمار فعّال لمواهب الطالبات وإبداعاتهمن وطاقاتهن في مجال التمثيل المسرحي وكتابة النصوص المسرحية . المسرح النسائي بالسعودية يمر بمرحلة تطور وتقدم ونضوج في مايطرحه ويعالجه , ومنح الجانب النسائي حقه من الإمتاع والتثقيف في إطار قيمنا وتقاليدنا بادرة إيجابية ولاتستدعي التخوف منها أو رفض فكرتها ومعارضتها من قبل المعارضين لها . الكاتبة تغريد خالد