في أوائل عام 2002 م وبمناسبة افتتاح الدورة الخامسة عشرة لكأس الخليج العربي لكرة القدم بالرياض، قدم الراحل الشاعر طلال الرشيد اوبريت "خليج الكبرياء" بمشاركة ثلاثة وعشرين اسما من اشهر نجوم الغناء بالخليج من المخضرمين والشباب، كان التعصب في تلك الفترة كرويا فقط، لا يتعدى الملعب وخصوصا عندما كان التنافس بين السعودية والكويت، نتيجة لاسباب عديدة من اهمها التأجيج الاعلامي بين مسؤولي كرة القدم في البلدين عندما يتنافسان، وينتهي هذا الامر كما اسلفت بنهاية المناسبة او المباراة. كان الجمهور في يوم الافتتاح كبير جدا، عكس افتتاح الدورة الحالية التي شهدت غيابا جماهيريا سعوديا غير معهود مطلقا، عندما بدأ المطرب الكويتي عبدالكريم عبدالقادر مشاركته بالاوبريت على ارض الملعب، حياه الجمهور السعودي بشكل كبير وكذلك الحال مع عبدالله الرويشد، عندها ابتسم الراحل طلال الرشيد وقال لي: نحن افضل حالاً من اهل الرياضة، لم يدخل التعصب لقلوبنا...!! كانت دورات الخليج على مدى الاربعين عاما الماضية تقوم في كل دورة على تصريحات اعلامية محدودة، ولكنها تبقى مشتعلة حتى نهاية الدورة، كان الامر اعلاميا محدودا بالصحف الرسمية والبرامج الرياضية المحدودة بالتلفزيونات الخليجية الرسمية، كان تلفزيون البلد المضيف هو الوجهة الكبيرة للجميع، ولكن حاليا تغير الأمر، البطولة الخليجية لم تعد بمستوياتها الحالية وصورتها التقليدية تستوعب الثورة الاعلامية الحالية، المشاهد الخليجي المتابع بشغف لفعالية الطفرة الاعلامية لبطولة الخليج يحتاج للعديد من البطاريات الخاصة بجهاز الريموت، يحتاج لعدد من الشاشات، والحال كذلك مع وسائل التواصل الاجتماعي وتنوعها. ولكن ما الجديد على مستوى الاعلام وخصوصا التلفزيوني الذي استجد في هذه الدورة التي تستضيفها الرياض؟ هل اصبح المديح والنجومية لبرنامج "المجلس" وربانه خالد جاسم؟ لماذا وصل لهذا الحال؟ مع ان المجلس كبرنامج يعتبر تاريخيا من المحتضنين لنواة التعصب الاعلامي خصوصا علينا في المملكة؟ كان ما يعرض عليه حديث الكثيرين في الجرأة او بمعنى أدق الانفلات الاعلامي، انا هنا لا انكر مطلقا مهنيتهم ونجاحهم ولكن اين نحن فيما يحصل اعلاميا. اصبح لعب البلوت من علاجات التعصب الرياضي المقيت الذي نعاني، تخيلوا هذا الامر، الكل في كل قناة خليجية لكي يملأ فراغ قناته ويجذب المشاهدين حوله يتعمد الاثارة الرخيصة والتافهة، كان الخليج في بطولته تنافسا اعلاميا رغم محدودية الوسائل الاعلامية في تلك الفترة، ولكن كان للتصريح وقعه وتاريخه، اما الآن فالوضع اشبه بالمحزن، والنتيجة انهم اتهموا احيانا المواطن السعودي في وطنيته عندما شاهدوا المدرجات شبه خالية لتشجيع المنتخب، وتوقعوا ان صور السلفي وغيرها من الوسائل البدائية هي من ستجعل الجمهور يتبدل حاله. زيارة الامير تركي بن عبدالله امير منطقة الرياض لقنوات الكأس وBeinsport اعلم انها رسالة هامة لاعلامنا وبطريقة مثالية وهذا الامر لا يقتصر على الرياضي فقط، وان نعي مفهوم "انا الخليجي" خصوصا بعد نتائج قمة الخير بالرياض، وهي في نفس الوقت دعوة لتطوير ادواتهم، فالذي يحدث بالفعل امر تقليدي وغير احترافي ويحتاج للبحث عن الاسباب وليس الذهاب للاستراحة!.