فرض المهاجم الاماراتي علي مبخوت اسمه على الساحة الرياضية الخليجية وأصبح أحد أفضل المهاجمين خلال الأعوام الأخيرة، واستحق المهاجم الشاب ثقة الإماراتيين لأنه كان عند حسن ظنهم من خلال تألقه مع المنتخب وفريقه الجزيرة، وبات مبخوت أحد أهم الأوراق في الأبيض الاماراتي بل أن هنالك من ذهب إلى ما هو أبعد من ذلك من خلال تشبيهه بالأسطورة الاماراتي عدنان الطلياني، كل ذلك لم يأتِ مصادفة أو مجاملة للمهاجم الهداف بل هو حصاد لما قدمه خلال الثلاثة أعوام الأخيرة التي شهدت بروزاً كبيراً له سواء في الاستحقاقات المحلية أو الدولية إذ ساهم بشكل كبير في تتويج المنتخب وفريقه (الجزيرة) بالألقاب. ويعتمد المدرب الإماراتي مهدي علي كثيراً على مبخوت لاسيما وأنه من منحه فرصة البروز خلال الفترة الماضية، وأثبت المهاجم بأنه أحد أبرز المكاسب قياساً على ما قدمه، وبرز مبخوت بمستوى كبير ولافت للنظر في المباراة الماضية مع الكويت التي سجل فيها هدفين، وأتى ذلك امتداداً لتألقه مؤخراً، والمتابع للاعب عن قرب مؤمن بأن لدى "الطلياني الصغير" ما هو أفضل وقادر على تقديمه خلال المباريات المقبلة في البطولة. علي أحمد مبخوت الهاجري ولد في الخامس من اكتوبر 1990م، بدأت قصته مع كرة القدم من خلال نادي الجزيرة الذي يتخذ من أبو ظبي (مسقط رأس اللاعب) مقراً له، كانت انطلاقة مبخوت مع فريق درجة الشباب عام 2004م إلى أن صعد للفريق الأول في موسم 2009-2010م، وكانت أول مباراة له مع الشارقة وأنتهت جزراوية 4-1، ونجح مبخوت في تسجيل أول هدف له مع الجزيرة خلال ظهوره الثاني مع الظفرة، وفي مباراة الجزيرة والعين وجه علي مبخوت رسالة للاماراتيين أن هنالك موهبة قادمة لكرة القدم الاماراتية، فتلك المباراة كانت شاهدا على مولد نجم مميز إذ قاد فريقه للفوز على العين 2 - صفر بتسجيله الهدف الثاني. وسجل مبخوت حضوره في دوري أبطال آسيا أيضاً وهز شباك الاستقلال الإيراني، في أول مواسمه لعب علي مبخوت 23 مباراة سجل خلالها ستة أهداف، وفي موسم 2012-2013م تجلى مبخوت وقدم مستواه الأفضل على الإطلاق وسجل 13 هدفاً. مع المنتخب الإماراتي كان لمبخوت بصمة في تأهل المنتخب لدورة الألعاب الأولمبية 2012م، وشارك في الأولمبياد ولعب الثلاث مباريات، ويتذكر علي مبخوت يوم ال 16 من أكتوبر 2012م جيداً، ففي ذلك اليوم جعل الاماراتيين يتحدثون عنه ويجمعون على امكاناته الكبيرة، وطمأنهم على مستقبل هجوم الأبيض الإماراتي بعد أن سجل في البحرين أربعة أهداف (سوبر هاتريك) في المباراة الودية التي جمعتهما. وكان الظهور الرسمي الأول لمبخوت مع الامارات في خليجي 20 مع قطر، وسجل في تلك المباراة أول أهدافه في بطولات الخليج، ولم يكتف بذلك بل سجل هدفاً ثانياً في شباك المستضيف (البحرين)، ولعب مبخوت دوراً بارزاً في تتويج الأبيض الإماراتي باللقب الخليجي، وكانت تلك البطولة هي الأولى له مع المنتخب، وشق مبخوت طريق النجومية مع منتخب بلاده وسجل له عددا من الأهداف الحاسمة أبرزها في شباك أوزباكستان وهونج كونج (ثلاثة أهداف) وفيتنام في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس آسيا 2015م، كما سجل في ترنداد وتوباغو ونيوزلندا ولاوس وماليزيا والفلبين ودياً، وبهدفيه في الكويت قبل أيام رفع علي مبخوت عدد أهدافه الدولية إلى 19 هدفاً. خليجي 22 يعد ثالث بطولة خليجية يشارك فيها مبخوت بعد أن تواجد في النسختين الماضيتين في اليمن والبحرين، لكن طموحاته هذه المرة مختلفة عن السابق، فبعد أن نجح في قيادة الإمارات للقب في النسخة الماضية يسعى اليوم إلى تكرار ذات الإنجاز إضافة إلى أنه سيبحث عن مجد شخصي له وتدوين اسمه مع عمالقة المهاجمين الخليجيين من خلال خطف لقب الهداف. ومن حسن حظ علي مبخوت أنه يلعب إلى جوار لاعبين مميزين أمثال عمر عبدالرحمن وأحمد خليل واسماعيل الحمادي وغيرهم من اللاعبين الذين شكلوا أفضل منتخب للإمارات طوال تاريخه، لذلك الفرصة متاحة لعلي مبخوت لإسعاد الإماراتيين بذهب خليجي 22 وخطف لقب الهداف لاسيما وأنه يمتلك المواصفات والإمكانات التي تؤهله لذلك فهو من المهاجمين المهاريين والهدافين ويتميز بالسرعة العالية والهدوء أمام المرمى والذكاء بدليل أنه يتربع على صدارة الهدافين بهدفيه في الكويت. ولأن علي مبخوت يدين بالفضل بعد الله لمواطنه المدرب مهدي علي في البروز مع المنتخب بهذا الشكل فهو مطالب برد الجميل له ومضاعفة مجهوداته للمحافظة على اللقب وإهدائه للمدرب الذي كسب محبة الاماراتيين بعد أن طار بذهب خليجي 21، مهمة الإمارات لن تكون سهلة في هذه البطولة بعد أن وقع في المجموعة الحديدية إلى جانب منتخبات بقوة الكويت وعمان والعراق. فالأبيض لم يحسم تأهله بعده ويحتاج اليوم للفوز على العراق حتى يضمن التأهل للدور الثاني، الاماراتيون يعولون كثيراً على مبخوت وزملائه فهم لم يعودوا كالسابق يقبلون بأي نتائج.