كشف وزير الأوقاف المصري رئيس البعثة المصرية في الحج الدكتور محمد مختار جمعة عن منح الحكومة السعودية تراخيص ل 70 عالما وواعظا أزهريا لإلقاء الدروس في مساكن الحجاج المصريين ومخيماتهم بشكل علني. وأشار إلى أن الوعاظ ساهموا في الإجابة على أسئلة الحجاج المصريين وتوضيح ما لبس عليهم في النسك وتعلمهم آداب وسلوكيات الحج، مشيراً لوجود تعاون وثيق بين الوزارة والمؤسسة الأهلية لمطوفي حجاج الدول العربية في هذا المجال. المواعظ تدور حول تعليم النسك وتقديم القدوة بالأخلاق وحسن التعامل وأوضح جمعة، أن وزارة السياحة طلبت من الأوقاف المصرية منح علماء ودعاة ووعاظ رخصا رسمية للعمل في الحج، فتم التقديم لوزارة الحج السعودية لنفاجأ بالموافقة حيث توقعنا رفض الطلب. وأشار وزير الأوقاف المصري أن الموافقة تعتبر دليل ثقة بنوعية علماء الازهر المصريين خصوصاً أنهم أصحاب منهج وسطي معتدل لا إفراط فيه ولا تفريط، مشدداً على أن هذه الثقة لا تأتي من فراغ. وعد الطلب المصري علامة فارقة كونه أول مرة تقدم دولة طلب رخص لعلمائها للعمل كواعظ لحجاجها في الحج وتتم الموافقة رسميا. وأفاد بأن وزارة الأوقاف المصرية شددت على العلماء المنتدبين في حملات الحج المصرية بضرورة التركيز في مواعظهم ودروسهم وأحاديثهم على ادب الحج وسلوكياته وحسن الخلق والتعامل مع الآخرين، وإيضاح الحج الصحيح وفق المنهج النبوي السليم بعيدا عن الدخول في قضايا سياسية أو دولية أو أي موضوع سوى التفرغ لأداء الفريضة وتقديم المسلم القدوة في الحج قولا وعملاً. ولفت وزير الأوقاف المصري إلى أن وجود العلماء والوعاظ في حملات الحج سيخفف الضغط على أكشاك الدعاة في الشؤون الإسلامية المنتشرين في المشاعر وسيسهم في تخفيف العناء على الحجاج بعدم الخروج من المخيم لأجل السؤال ثم الضياع بعدها لعدم معرفة كثير منهم بالطرق في مشعر منى. وأكد جمعة أن وزارة الأوقاف المصرية اختارت المرشحين من كبار علماء الأزهر مع تنبيههم بضرورة التشديد على احترام قوانين البلد المضيف وعدم الدخول في أي قضية خارج إطار نسك الحج والأخلاق العامة مما انعكس إيجابا عل الحاج المصري. ووصف جمعة من يقحم القضايا السياسية في نسك الحج بالخائن للأمانة والمخترق للقانون، مشيرا إلى أن الحكومة السعودية منحت التأشيرة للحاج لأداء النسك فقط، ومن يستخدم هذه التأشيرة لأغراض أخرى مثل الدخول في المهاترات ورفع الشعارات السياسية فهو خائن للأمانة التي أؤتمن عليها عندما منح تأشيرة الحج، ومخترق للقوانين السعودية لعدم التزامه بها. وامتدح جمعة الخدمات المقدمة في موسم حج هذا العام، مشيرا إلى أنها مثالية ومخطط لها بشكل سليم انعكست إيجابيا على الحجاج الذين لم يشعروا بالمعاناة سواء في صعودهم لعرفات أو نفرتهم منها، وكذلك عند رمي الجمار والطواف والسعي بالبيت العتيق. وقدم جمعة شكره لحكومة خادم الحرمين الشريفين على ماتبذله من جهود جبارة وغير عادية لإنجاح الحج وخدمة الحجاج على أكمل وجه وهو ما نلمسه عاما بعد عام. وأضاف: «كل المصريين يرفعون شكرهم العميق لحكومة خادم الحرمين الشريفين على وقفات المملكة الشجاعة والقوية ومساعدتها لشقيقتها مصر لتعود كما كانت قوية ومنتجة». واعتبر وزير الأوقاف المصري التعاون بين البعثة المصرية والمؤسسة الأهلية لمطوفي حجاج الدول العربية بالمثمر والايجابي لتحقيق أفضل الخدمات ل 62 ألف حاج مصري هذا الموسم، مشيرا لوجود اجتماعات دائمة مع رئيس المؤسسة المطوف فيصل نوح وأعضاء مجلس الإدارة لتذليل كل العقبات التي تواجهنا ونجد منهم كل تعاون وصدر رحب. وكان وزير الأوقاف المصري قد تجول بالمخميات المصرية في مشعر منى خلال اليومين الماضيين وقدم بعض الدروس والنصائح.