تزداد بعض دول منظمة أوبك قلقا بشأن انخفاض أسعار النفط ويدعون إلى خفض الامدادات لكن الأعضاء الخليجيين الأساسيين لا يزالون يراهنون على أن الطلب في الشتاء سينعش السوق وهو ما يشير إلى أن المنظمة ليست قريبة من اتخاذ خطوات جماعية. وتسلط الآراء المختلفة داخل المنظمة التي تضم 12 دولة الضوء على الانقسام بين دول الخليج العربية من جهة وأعضاء آخرين من جهة أخرى مثل إيران التي تواجه ضغوطا أكبر على الميزانية مع أسعار النفط دون 100 دولار للبرميل. وقال مندوب إحدى الدول الأفريقية الأعضاء في أوبك "انخفاض الأسعار شيء سيئ حقا وهو يرجع إلى زيادة الانتاج الأمريكي وتباطؤ التعافي الاقتصادي في الاتحاد الأوروبي وتراجع النمو في الصين." واضاف "أعتقد أنه ينبغي للاجتماع القادم التصدي للأمر." وتجتمع أوبك في 27 من نوفمبر لتحديد سياسة الانتاج. وهوت أسعار النفط من 115 دولارا في يونيو إلى أقل من 92 دولارا للبرميل وهو أدنى مستوى في 27 شهرا بعدما خفضت المملكة سعر البيع الرسمي لنفطها وهو ما أثار القلق بالسوق من ان أكبر منتج للخام في أوبك لن تخفض انتاجها. وقال مصدر آخر مطلع على سياسة أوبك إنه برغم أن السوق ضعيفة حيث يتجاوز المعروض الطلب فمن السابق لأوانه بشدة أن تفكر أوبك في تحرك جماعي لتعزيز الأسعار. وقال المصدر "القرار الجماعي لأوبك يحتاج إشارات واضحة من كل بلد وهذا غير موجود حاليا." وحتى الآن لم تدع سوى إيران علنا إلى تحرك من أوبك لدعم الأسعار. ولا تشعر دول الخليج العربية بالقلق وهون وزير النفط السعودي علي النعيمي على ما يبدو من شأن تراجع الأسعار كما لم يدع المندوبون لدى أوبك إلى تحرك لتعزيز الأسعار. وأظهر مسح لرويترز أن إنتاج أوبك يرتفع وسجل في سبتمبر أعلى مستوى منذ نوفمبر 2012 بلغ 30.96 مليون برميل يوميا بفعل استمرار تعافي انتاج ليبيا وزيادة انتاج الدول الخليجية. وهذا أعلى بحوالي مليون برميل يوميا من هدف الانتاج الرسمي لأوبك البالغ 30 مليون برميل يوميا وأعلى بحوالي مليوني برميل يوميا من توقعات المنظمة لمتوسط الطلب العالمي على نفطها في العام 2015. ويقول محللون إن خفض الانتاج سيشكل تحديا لأوبك. ولم تخفض المنظمة امداداتها بشكل جماعي منذ الأزمة المالية في العام 2008 كما تفتقر إلى نظام لحصص الانتاج المنفردة لفرض أي اتفاق على خفض الامدادات. من جهة اخرى ارتفعت العقود الاجلة لخام برنت باتجاه 94 دولارا للبرميل في التعاملات الاسيوية امس بعد ثلاث جلسات من الخسائر دفعت الاسعار الى ادنى مستوى لها في 27 شهرا لكن اجواء التشاؤم مازالت تخيم على السوق وسط وفرة في المعروض. ويتجه خام القياس الدولي لتسجيل رابع اسبوع من الخسائر في خمسة اسابيع ليصبح منخفضا اكثر من 15 بالمئة عن مستواه في بداية العام مع بقاء الامدادات العالمية مرتفعة على الرغم من تصاعد التوترات في الشرق الاوسط. وكانت الاضطرابات في العراق قد دفعت برنت الى أعلى مستوى له في تسعة اشهر عند 115.71 دولارا للبرميل في يونيو لكن الاسعار هبطت منذ ذلك الحين مع عدم حدوث اي تعطل كبير في امدادات النفط العالمية بل ان انتاج ليبيا يتزايد. وصعدت عقود برنت تسليم نوفمبر تشرين الثاني 41 سنتا الى 93.83 دولارا للبرميل بحلول الساعة 0545 بتوقيت جرينتش. لكنها منخفضة اكثر من ثلاثة دولارات عن مستواها في بداية الاسبوع وبعد ان هوت الخميس الى 91.55 دولارا وهو أدنى مستوى لها منذ 2012 . وارتفعت عقود الخام الامريكي 59 سنتا الى 91.60 دولارا للبرميل بعد ان خسرت اكثر من دولارين هذا الاسبوع وهو اكبر هبوط اسبوعي في شهر. وفي الجلسة السابقة هوت عقود النفط الامريكي لأقرب استحقاق الى 88.18 دولارا وهو أدنى مستوى لها منذ ابريل نيسان 2013. وتنتظر الاسواق تقرير الوظائف الجديدة في الولاياتالمتحدة لشهر سبتمبر ايلول والذي سيصدر في وقت لاحق.