- ثقافة اليوم تزامنا مع احتفالية النادي الأدبي بالرياض بمرور أربعين عاما على إنشائه أقام يومي الأربعاء والخميس الماضيين ثلاث ندوات الأولى كانت بعنوان "ندوة النادي وخدمة المجتمع"، وشارك فيها كل من الأستاذ عبدالرحمن الجاسر والأستاذ حمد الراشد والأستاذ صالح الخليفة والأستاذة أبرار الجارد يديرها الأستاذ سامي الفليّح وبدأ الأستاذ حمد الراشد بالحديث عن (الحلقة الفلسفية) وفكرة تأسيسها والتي كانت على يد مجموعة من المثقفين والباحثين والكتاب، بهدف دعم الحراك الفلسفي بوصفه جزءا مهما من منظومة الثقافة والفكر بعد أن شهدت الفلسفة إقصاء ملحوظا في وطننا خاصة وفي العالم العربي عامة لفترة طويلة من الزمن. تلا ذلك مشاركة للأستاذ صالح الخليفة ألقتها نيابة عنه زينب الخضيري بالحديث عن النادي التشكيلي وبينت في الورقة أنها فرصة بهذه المناسبة أن نعطي فكرة عن رسالة النادي التشكيلي نحو المجتمع، وما نتاج شراكة النادي الأدبي مع النادي التشكيلي إلا خدمة للمجتمع إذ بادر النادي الأدبي منذ مدة نحو المجتمع محدثاً نقلة نوعية منذ تأسيسه.. وفتح شراكات مع جميع مجالات الثقافة ومنها الفنون البصرية، والنادي التشكيلي من أهم رسالاته وأهدافه هي خدمة المجتمع. عقب ذلك تحدث أمين منتدى الشباب الإبداعي الأستاذ عبدالرحمن الجاسر في ورقته التي تحمل عنوان "النادي وخدمة الشباب: منتدى الشباب الإبداعي نموذجاً" مؤكدا أن "أدبي الرياض" استطاع الخروج من عزلة النمط إلى الاقتراب أكثر نحو المتلقي بكافة أطيافه وطبقاته وكيف أنه استطاع القيام بخدمة الشباب ورعايتهم من خلال عدد من المبادرات. بعد ذلك ألقت أبرار الجارد ورقتها عن نادي القراءة، وتطرقت إلى نشأة الفكرة واستعرضت المشكلات التي تعترضه وكرّم المشاركون في الندوة من قبل رئيس مجلس إدارة النادي الدكتور عبدالله الحيدري. من جهة أخرى أقيمت ندوة بعنوان "نادي الرياض الأدبي: المنجز والمستقبل"، وتحدث فيها كل من: د. محمد الربيّع رئيس النادي سابقا، ود. سعد البازعي رئيس النادي سابقا، ود. صالح المحمود نائب رئيس النادي، وهدى الدغفق عضو مجلس إدارة النادي، وأدارتها الدكتورة هند المطيري. جانب من ندوة خدمة المجتمع ورقة د. محمد الربيّع جاءت تحت عنوان "ملتقى النقد الأدبي في المملكة العربية السعودية: الطموح والإنجاز"، ومما قال: تحقّق للملتقى إيجابيات كثيرة من خلال دوراته الخمس، ومن ذلك: انتظام موعد انعقاده، فهو يعقد كل سنتين وفي وقت معروف لا يتغيّر كثيراً، وذلك بخلاف الكثير من مواعيد الملتقيات في الأندية الأدبية الأخرى، والدقة في تحديد الإطار العام لكل دورة إذ تدور جميع البحوث في فلك الموضوع المحدّد ولا تخرج عنه، في حين يلاحظ على كثير من ملتقيات الأندية عدم التقيّد بالموضوع المحدّد إن كان تحت تحديد دقيق، والمشاركة الفاعلة والمتميزة للباحثين السعوديين في كل دورة، فعدد بحوث الدورات الخمس هو (97) سبعة وتسعون بحثاً شارك السعوديون ب (67) سبعة وستين بحثاً علمياً، إضافة إلى أن الباحثة السعودية شاركت في الدورات الخمس ب(22) اثنين وعشرين بحثاً محكّماً، بالإضافة إلى إدارة الجلسات والمشاركة في نقد البحوث والتعليق عليها. بعد ذلك تحدث الدكتور سعد البازعي عن الإثنينية والملتقى الثقافي، وأشار إلى نشاط الإثنينيّة بدعم من النادي الذي أضفى حراكا على مناشط النادي، وجاءت فرصة للشباب لإلقاء نصوصهم الشعرية والقصصية كما أن دعم الأندية الأدبية لهذا اللون من الحوار يؤدي إلى شحذ الإبداع أكثر مما تفعل الدورات والمحاضرات. أما الملتقى الثقافي فقد استمر سنة ونصف، وهو يختلف عن الإثنينية إذ يستقطب النخبة من المهتمين بالفكر والثقافة. أما هدى الدغفق فقدمت ورقة بعنوان "المرأة والأندية الأدبية" وأكدت أن النادي الأدبي السعودي يمثل نموذجا فريدا للمؤسسة الثقافية المستدامة التي يفترض أن تفتح أبوابها وروافدها لكل فرد دون النظر إلى سنه أو نوعه أو انتماءاته المذهبية أو العرقية وهي الرسالة الفاضلة التي تبنتها بلادنا من خلال مؤسساتها الفكرية. وجاءت الورقة الأخيرة عن جائزة كتاب العام قدمها أمين عام الجائزة الدكتور صالح المحمود، وأوضح أن بذرة هذه الجائزة كانت من الدكتور محمد الربيّع والدكتور سعد البازعي، وأضاف لها الدكتور عبدالله الوشمي التخطيط المنهجي والمهندس لكل تفاصيل الجائزة من الترشيح إلى التمويل، مشيرا إلى أن الجائزة تدعم الكتاب السعودي أيا كان مجاله، ومع استمرارية الجائزة عاما بعد عام، وانتظام دوراتها ترسخ مفهومها وأصبحت أكثر نضجا وصارت عاكسه لأهدافها ورسالتها التي تشمل جميع فروع الثقافة ومفهومها العام. أما الندوة الثالثة والأخيرة فعنوانها "النادي في خدمة الإبداع والنقد"، وشارك فيها كل من: الدكتور هاجد الحربي بورقة عن اهتمام النادي بالشعر، والأستاذ خالد اليوسف بورقة تناولت اهتمام النادي بالسرد، والدكتور محمد القسومي بورقة تناولت اهتمام النادي بالنقد، ونايف البقمي بورقة أرّخت لاهتمام النادي بالمسرح، وأدارها الإعلامي محمد عابس.