هرب رئيس وزراء دولة ليسوتو أمس إلى جنوب آفريقيا بعد أن اتهم جيش بلاده بالانقلاب عليه. ودانت جنوب آفريقيا تحرك الجيش ودعت إلى تسوية سلمية. وقال سكان ودبلوماسيون إن دوي إطلاق نار سمع في وقت مبكر صباح أمس في ماسيرو عاصمة المملكة الافريقية الصغيرة التي تحيط بها جنوب افريقيا من كل جانب. وأضافوا أن وحدات من الجيش احتلت مقر الشرطة وأحاطت بمقر إقامة رئيس الوزراء. وبعد ساعات من تحرك الجيش ورد ان العاصمة هادئة لكن لم يعرف على الفور من يدير حكومة الدولة الجبلية التي يبلغ عدد سكانها مليوني نسمة. وقال ثاباني الذي حل البرلمان في يونيو ليتجنب اقتراعا بسحب الثقة وسط خلافات في حكومته التي مر على تشكيلها عامان إنه عبر الحدود إلى جنوب افريقيا لأنه يخشى على سلامته. وقال لرويترز "كان هناك بوضوح جهد للقيام بانقلاب" واضاف أنه في بيت ابنته في جنوب افريقيا. وتابع "نتخذ خطوات رصينة لوأده في مهده" مشيرا إلى أن مجموعة تنمية الجنوب الافريقي تبحث الموقف. وأدانت جنوب افريقيا باسم المجموعة تحركات جيش ليسوتو قائلة إنها "تحمل علامات انقلاب" وطالبت قائد الجيش بإعادة الوحدات إلى الثكنات. وقال المتحدث باسم وزارة خارجية جنوب افريقيا كلايسون مونييلا في تصريحات للصحافيين في بريتوريا "أي تغيير غير دستوري في الحكومة لا يمكن تحمله". وفي وقت سابق نفت القوات المسلحة في ليسوتو محاولتها الانقلاب على ثاباني وقال متحدث باسم الجيش إن القوات تحركت ضد عناصر في الشرطة يشتبه بأنها تخطط لتسليح فصيل سياسي. وقال الميجر نتليلي نتوي لرويترز "لا يوجد شيء كهذا. عاد الوضع إلى طبيعته.. عاد الجيش إلى ثكناته". وأضاف أن القوات المسلحة في ليسوتو "تدعم الحكومة المنتخبة ديمقراطيا". وأشار إلى أن جنديا وأربعة من أفراد الشرطة أصيبوا أثناء تحرك الجيش. وذكر دبلوماسيون في ماسيرو أن معظم أفراد الجيش يوالون موثيتجوا متسينج نائب رئيس الوزراء الذي تعهد بتشكيل ائتلاف جديد يطيح بثاباني. وقالت المصادر إن قوات الشرطة تؤيد بشكل كبير رئيس الوزراء. وقال المتحدث الجنوب افريقي إن لا أحدا ولا هيئة قد أعلن الاستيلاء على الحكم. وأضاف "الموقف لا يزال غير واضح" وتابع أن بلاده تحث القادة السياسيين على تسوية خلافاتهم سلميا. وأدان كومنولث الدول الافريقية الانقلاب أيضا. وقال الأمين العام للكومنولث كاماليش شارما في بيان أرسل لرويترز "لا تسامح البتة في الكومنولث مع أي إطاحة غير دستورية بحكومة منتخبة". وقال ثاباني إنه أقال قائد قوات الدفاع في ليسوتو اللفتنات جنرال كندي تلالي كامولي وعين آخر في مكانه. لكن المتحدث باسم الجيش قال إن كامولي لا يزال في منصبه. وقال ثاباني إن قادة الجيوش معينون من قبل الحكومة وليس لهم أن يسألوا عمن يدير الأمور، وأضاف أنه يعتزم العودة لكن لم يقل متى. ومنذ استقلالها عام 1966 شهدت ليسوتو عددا من الانقلابات العسكرية. وفي 1998 قتل 58 شخصا على الأقل من مواطني ليسوتو وثمانية جنود من جنوب افريقيا وتضررت أجزاء كبيرة من العاصمة ماسيرو بسبب الصراع السياسي والقتال الذي أعقبه.