يتم اليوم الإعلان رسميا عن قيام دولة جنوب السودان الجديدة في عاصمتها جوبا في ظل حضور إفريقي وعربي ودولي. وأعلن وزير الداخلية بحكومة جنوب السودان قير أشوانق اكتمال كافة الترتيبات لاستقبال الحدث التاريخي وأن السلطات الأمنية وضعت كافة التدابير لتأمين الاحتفالات والرؤساء والشخصيات المهمة التي تحضر الاحتفال. ودعا المواطنين للتعاون الكامل من أجل حفظ الأمن. وطالب الجماعات المسلحة بالكف عن أي عمل من شأنه زعزعة الاستقرار بجميع ولايات الجنوب. وقابلت الأوساط الشعبية بجنوب السودان بارتياح واسع حضور الرئيس السوداني عمر البشير للاحتفال، وأكدت أن مشاركته تعني مستقبلا واعدا للعلاقات بين شمال السودان وجنوبه. وأصبحت جنوب إفريقيا أول دولة تعترف رسميا بجنوب السودان بعد أن صرح بذلك المتحدث باسم وزارة العلاقات الدولية كلايسون مونيلا، أمس الأول، ورحب بالدولة الإفريقية ال54. وأصبح السودان ثاني دولة تعترف بالجارة الجنوبية، أمس. وقال مسؤولون أمريكيون بارزون إن أمريكا ستسقط العقوبات عن جنوب السودان بعد انفصاله، لكنها تتوقع مزيدا من الخطوات الملموسة من حكومة الخرطوم من أجل رفعها من القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب. وسترأس السفيرة الأمريكية لدى الأممالمتحدة سوزان رايس وفد بلادها إلى احتفالات الانفصال. وتضاعف واشنطن جهودها لضمان أن تكتسب الدولة الوليدة سريعا موطئا اقتصاديا. وحثت رايس، أيضا، الخرطوم على إعادة النظر في تهديدها بطرد قوات الأممالمتحدة لحفظ السلام بعد التاسع من يوليو قائلة إنه توجد مسائل كثيرة خطيرة لم تحل بعد على طول الحدود المتوترة بين الجانبين. وأعلنت قيادات بقطاع الجنوب في حزب المؤتمر الوطني فك ارتباطها مع الحزب الحاكم في الشمال وحل جميع مؤسساته بالجنوب في خطوة مفاجئة استبقت الانفصال. وأشار مستشار الرئيس السوداني رياك قاي كوك إلى انضمام رؤساء المؤتمر الوطني والوزراء في الحكومات الاتحادية والولائية إلى الحركة الشعبية. وشكر قاي في مؤتمر صحفي بجوبا الرئيس البشير وسلفاكير على تنفيذ اتفاقية السلام الشامل. وسبق أن أعلن أكثر من 15 قياديا جنوبيا انسلاخهم من المؤتمر الوطني وانضمامهم للحركة الشعبية.. وذلك في وقت أسقط فيه مجلس الوزراء السوداني الجنسية عن سكان الجنوب. وهو ما قد يطرح إشكالا لمئات الآلاف من أهل الجنوب القاطنين في الشمال، خاصة أن أمر الجنسية لم تحسمه اتفاقية السلام الشامل التي وقعت عام 2005، بل ترك للتفاوض. وكان نحو 99 % من سكان جنوب السودان صوتوا في استفتاء مطلع العام لصالح الانفصال عن السودان. وقبل ساعات من الإعلان الرسمي لانفصال جنوب السودان عن شماله، تعيش العاصمة الخرطوم هدوءها المعتاد وهي تترقب بحذر احتفال الجنوبيين بالانفصال، وربما زاد من هذا الهدوء أن اليوم الذي يسبق الانفصال صادف العطلة الرسمية في البلاد، بينما تباينت آراء المواطنين بشمال السودان حول توقعاتهم بما يمكن أن يؤول له الوضع إبان هذه الاحتفالات. وفيما أكد خبراء أمنيون أن حدوث أعمال عنف في شمال السودان يعد احتمالا ضعيفا، إلا أنهم توقعوا أن تقوم بعض الجماعات الجنوبية بأعمال شغب وعنف يؤدي إلى زعزعة الوضع الأمني إلى حد ما، على حسب موقع العربية نت. وكانت السلطات الأمنية في السودان رفعت من درجة تأهبها تحسبا لأي توتر أمني فيما استبعدت حدوث أعمال عنف مثل أحداث الاثنين الأسود الدموية صبيحة مقتل زعيم الحركة الشعبية جون قرنق. ويتزامن ذلك مع احتفالات نظمتها بعض الوزارات والمؤسسات الحكومية في شمال السودان بمناسبة وداع العاملين من أبناء الجنوب فيها. وامتلأت صحف الخرطوم، أمس، بصور وأخبار هذه الاحتفالات، حيث احتفل الجيش السوداني بتسريح ما بين 16 و17 ألفا من المنسوبين إليه من ضباط وضباط الصف من أبناء جنوب السودان.