حض البيت الابيض الاربعاء رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي على التنحي والسماح لخليفته المكلف بتشكيل الحكومة. وقال المتحدث باسم الامن القومي بن رودس للصحافيين "يجب ان يحترم العملية. هذا لم يفرضه احد من الخارج. هذا ما قرره العراقيون انفسهم". واضاف ان البيت الابيض "سيكون في غاية السعادة لرؤية حكومة جديدة (...) لم يعمل العراقيون سوية في الاعوام المنصرمة ولم يتم اخذ السنة في الاعتبار بشكل كاف وهذا ما ادى الى فقدان الثقة في بعض مناطق العراق وداخل القوات الامن". الى ذلك أعلن الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي أمس الاربعاء تأييده لرئيس وزراء العراق الجديد المكلف حيدر العبادي في أوضح مؤشر حتى الآن على ان ايران لم تعد تؤيد حليفها القديم نوري المالكي. وقال خامنئي خلال اجتماع وفقا لما جاء في بيان نشر على موقعه الالكتروني "آمل ان يؤدي تعيين رئيس وزراء جديد للعراق الى حل الازمة وتشكيل حكومة جديدة وتلقين من يسعى الى التحريض على الفتنة في العراق درسا جيدا". من جهته جدد رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي تأكيده بعدم التخلي عن السلطة بدون قرار صادر عن المحكمة الاتحادية. وقال المالكي في كلمته الاسبوعية التي نقلها تلفزيون العراق الحكومي "أؤكد ان الحكومة ستستمر ولن يكون عنها بديل بدون قرار من المحكمة الاتحادية". وأكد في كلمته انه "على الجميع ان يقبل ما تقوله المحكمة الاتحادية". وحظي رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي بتأييد دولي وعربي واسع حضه على تشكيل حكومة قادرة على مواجهة هجوم الجهاديين وإخراج العراق من أزمته بأسرع ما يمكن. وكانت واشنطن حذرت من أي "إكراه او تلاعب" في عملية تسليم السلطة في العراق حيث يحاول رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي التمسك بالسلطة رغم تعيين خلف له لتشكيل حكومة جديدة. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماري هارف "نرفض أي محاولة عبر القانون او بطرق اخرى بالتوصل الى حل للازمة بواسطة الاكراه او التلاعب بالعملية الدستورية او القضائية" وأضافت "هناك عملية دستورية جارية حاليا ونحن ندعمها". وخسر المالكي بعد دفعه الى التنحي عن السلطة من قبل واشنطن، كذلك حليفا اساسيا هو ايران. إلى ذلك قال نيكولاي ملادينوف، مبعوث الأممالمتحدة الخاص إلى العراق، إن البلاد لا يمكن أن تعود كما كانت قبل سقوط مدينة الموصل بيد تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف إعلاميا ب"داعش" داعياً الحكومة الجديدة إلى الاستجابة للمطالب الشعبية الخاصة بكافة الطوائف والتنبه إلى ضرورة احتواء المطالب السنية. ودعا ملادينوف، في مقابلة مع شبكة "سي.إن.إن." الإخبارية الأميركية رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي إلى احترام العملية السياسية، قائلاً إن الاتجاه السياسي في العراق "واضح" عبر اختيار الرئيس والبرلمان لرئيس وزراء جديد، مضيفا أن المالكي "منذ توليه السلطة كان يشدد على وجوب الالتزام بالدستور والعملية السياسية، وكان هناك العديد من التقارير التي ترجح إمكانية أن يقوم بتأجيل الانتخابات البرلمانية لكنه لم يفعل ذلك بل حرص على القيام بالواجبات الدستورية في وقتها". تحركات أتباع المالكي في بغداد تنذر بوقوع اضطرابات جديدة (رويترز)