نشرت الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض أحد الاصدارات المهمة تحت عنوان المؤشرات الحضرية لمدينة الرياض 1434 وذلك تحت المبادرة الرائعة بانشاء مرصد حضري يقوم بتحليل مصادر المعلومات التنموية للمدينة بمجموعة مؤشرات حضرية تقارن وتقيس مدى التقدم في الحياة المعيشية واداء القطاعات التنموية ومراقبة ومتابعة الاداء. ان هذه الخطوة ستساهم في تحديد الاولويات التنموية ومعالجة المشكلات والتحديات ووضع السياسات والبرامج التنموية للمدينة. في الحقيقة تمثل هذه المؤشرات الرصدية التي تنقسم الى 7 محاور رئيسية كل مجالات التنمية الحضرية من مؤشرات الخلفية العامة والاجتماعية والاقتصادية والنقل والبنية الاساسية والسكن والبيئة والادارة وفي نظري هذه كل المقومات والمحددات المهمة للبعد التنموي لاي مدينة تتطلع للرقي واسلوب الحياة العصري. من قراءتي لهذه المؤشرات الحضرية لمدينة الرياض التي تضمنت 78 مؤشرا وهي الحد الادنى من المؤشرات الحضرية العالمية بناء على مؤتمر الاممالمتحدة للمستوطنات البشريه حسبما ذكر في هذا المصدر والتي تكفي لتشخيص الوضع الحضري لاي مدينة ومقارنتها مع المدن الاخرى، بالاضافة الى عدد من المؤشرات المحلية التي تعكس خصوصية مدينة الرياض، في مؤشر السكان ورد انه 5.7 ملايين نسمة يتوقع ان يصل الى 8.3 ملايين بحلول عام 1450 وبمعدل نمو سنوي يبلغ 2.5%. وبالنسبة للاراضي المساحة 3115 كلم مربعا والكثافة السكانية 2379 فردا/كلم. بالنسبة للفئات العمرية فان الفئة الى 14 سنة يشكلون نسبة 32.4% وهي نسبة عالية وتحد كبير جدا. بالنسبة لمعدل الاعالة في الرياض وهي النسبة المئوية لعدد السكان الذين تقل اعمارهم عن 15 عاما مضافا اليه السكان الذين تزيد اعمارهم على 64 عاما فقد بلغت 51.3% وهي مرتفعة مقارنة بمتوسط الاعالة في المدن العالمية البالغة من 20 % - 46% وينعكس ارتفاع معدل الاعالة على معدلات الانفاق الحكومي على الخدمات الصحية والتعليمية والضمان الاجتماعي. هناك مؤشرات اخرى كثيرة ومهمة سوف اتطرق لها في مقالات قادمة خاصة الاقتصادية منها لكن آخر مؤشر هنا هو مؤشر الاسر التي تعيلها امرأة وبين المؤشر المنخفض للرياض 1.6% ان الرياض من أقل مدن العالم التي تمت مقارنتها بنسبة الاسر التي تعيلها أمرأة اذ انها في عمان 10 % والقاهرة 13% واسطنبول 15% ونيويورك 18%وهذا المؤشر يعكس وضع المرأة والبرامج الاجتماعية والاقتصادية الموجهة لها حيث ان معدلات الفقر ترتفع بين الاسر التي تعيلها أمرأة، وهذه المعلومات تبدو متفقة مع مؤشرات دراسة مؤسسة الملك خالد الخيرية عن الفقر المؤنث والتي اوضحت ان النسبة ترتفع الى 75 % للنساء اللاتي لا يوجد لهن عائل حقيقي، كل هذه المؤشرات مهمة لقياس الوضع الحضري والتنموي للمدن، والرياض بهذه الخطوة الملحة للتخطيط والتحليل والمقارنات تتجه نحو الطريق الصحيح للقياس المقارن والتقويم السليم للوضع الحضري والحياة العصرية المطلوبة. خاطرة : أعتذر لقرائي ومتابعيني الكرام عن اللبس والتغيير في مقدمة مقالي السابق بالموضوع وهو خطأ مني شخصيا.