اتفق كل من عضو هيئة كبار العلماء الدكتور الشيخ سعد بن تركي الخثلان والفلكي عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك والباحث في المركز الوطني للفلك بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية عبدالعزيز بن سلطان الشمري على أن موضوع هلال النفي إنه إذا كان القمر غاب قبل غروب الشمس في موقع التحري فإنه يستحيل رؤية الهلال في هذه الحالة. جاء ذلك أثناء استضافتهما في ديوانية الشيخ عبدالله المشاري السعدون الثقافية بالرياض بعنوان" تحرير محل النزاع بين الفلكيين والشرعيين في مسألة رؤية الأهلة " وأدار الندوة رئيس كتابة عدل الرويضة الشيخ عمر السعدون. وأكد الشيخ الخثلان أنه يمكن الاستفادة من الحساب الفلكي في نفي إمكانية رؤية الأهلة ولا يعتمد عليه في حالة الإثبات ولابد للإثبات من الرؤية الشرعية. وأجاد المتحدثان في تجلية الموضوع متفقين على أن في الحساب الفلكي أمورا قطعية ومنضبطة وثابتة ولا يصح إنكارها ويجب اعتبارها مثل أوقات الكسوف والخسوف ومواقيت الصلوات وعلى عدم اعتبار إثبات دخول الشهر بالحساب فقط بل لابد من الرؤية الشرعية وعلى اعتبار الاستفادة من نفي إمكانية الرؤية بالحساب الفلكي إذا غرب القمر قبل غروب الشمس لأنه لا يمكن رؤية الهلال وهو غير موجود لأنه غاب قبل الشمس وأما إذا غابت الشمس قبل القمر فهنا تكون رؤية الهلال ممكنة لأنه أصبح موجودا، ولكنها مسألة تتوقف على أمور تختلف باختلاف الفلكي والمتحري للرؤية من حيث درجة الرؤية وحدة البصر والخبرة والمعرفة بالمكان الذي يمكن رؤية الهلال فيه وعمر الهلال بعد الاقتران بالشمس وارتفاع الهلال وشدة إضاءته والبعد الزاوي للهلال والأجهزة المستخدمة من المناظير الفلكية وكاميرات التصوير الفلكي وخاصة كاميرا سي سي دي. واشترط الشمري ثلاثة شروط حسابية فلكية في تقويم أم القرى لدخول الشهر الهجري القمري وهي إحداثيات المسجد الحرام وأن يحصل الاقتران قبل غروب الشمس في مكةالمكرمة وأن يغرب القمر بعد غروب الشمس في مكة ويشترط شرط رابع في دخول وخروج شهر رمضان ودخول شهر ذي الحجة وهو رؤية الهلال الرؤية الشرعية وبهذا تكون الشروط أربعة لدخول الشهر الهجري. وأثنى الشيخ الخثلان على الدور الذي تقوم به المحكمة العليا لضبط مسألة رؤية الأهلة، كما أثنى على جهود بعض الفلكيين في تحرير المسألة والاجتهاد في ذلك ومنهم الفلكي الشمري الذي أمضى في ذلك قرابة 30 عاما وقد كان طرحُ المتحدثين بالندوة طرحا علميا شرعيا وفلكيا مميزا.