من خلال مساري الأمني وحياتي الوظيفية والمشاهدة الواضحة لبعض المسارات الأخرى والتي تكونت من خلالها صورة الفكر الوطني السعودي في مكامني الذهنية ارتسمت لديّ وبقناعة فكرية تامه أن الفكر الوطني يحتاج لعمل أمني جبار ينميه ويحافظ على ديمومته. وهنا قد يتبادر الى الذهن أن هذا العمل الذي أقصد هو ما يناط بمقام وزارة الداخلية أو أي جهة حكومية ذات اختصاص. وللتوضيح اكثر أود أن أقول وفي هذه الحقبة الزمنية الخطيرة لم يعد أمن الفكر الوطني مسؤولية جهة ما وإنما أصبح مسؤولية مجتمعية حيث أدوات انتهاك حرمة الفكر الوطني والمساس بشرف أمنه أصبحت بيد مواطن سعودي مغرر به أو مستأجر أو لديه مصلحة فردية أو جماعية يرى من خلال معتقده الديني أو السياسي أنا انتمائه اليها وولاءه لها اقوى من انتمائه لوطن الحرمين الشريفين ومن هنا يغدر وبكل يسر وسهولة ابن من ابناء الوطن بوطنه دون ان يتحرز عن غدره بأي نوع من اجراءات التحرز المعتادة والسبب بعدم اخذ الحيطة والحذر هو ان المواطن السعودي بثقافته الوطنية بعيد عن صفات اللؤم لتخلقه بالمكارم العربية والإسلامية والإنسانية. النظرية: "ينبوع وجدول وشجرة وثمرة وحياة " هذه كلها متدرجة تعمل بالتنقية والمتابعة والرعاية والتغذية والانطلاق. نعم يتلخص الفكر الوطني بخمس كلمات ويقابله امنه بخمس مثلها وآلية هذا وتلك تتبلور بتنقية الينبوع وهو اول مصدر للفكر الوطني سواء كان هذا المصدر داخليا او خارجيا ومن ثم متابعة مايضخه هذا النبع في الجداول الفكرية للمجتمع السعودي يلي ذلك رعاية ما ينساب من هذه الجداول نحو العقول يعقبه التغذية السليمة التي تشاهد في صحة الأقوال والأفعال واخيرا الانطلاق للحرث في الارض والاسترزاق دون وحشة من الغير او توحش الغير منا. كيف تطبق هذه النظريه: بنظرة سريعة لمحتوى هذه النظرية يفهم القارئ الفطن انه فعلا وضح جليا الان اهمية المجتمع السعودي ودوره البارز في حماية أمن فكره الوطني فمن المستحيل ان نجد دولة ما تتوفر لديها جميع الامكانات قادرة على تنقية فكرها الوطني ومتابعته ورعايته وتغذيته والوقوف خلفه عند انطلاقه نحو الحياة ورحابتها كيف لها بذلك والأسرة والمدرسة والمسجد والجار والقريب والصديق والزميل وهؤلاء هم الدائرة الأولى التي تتنبه بتنبهها دوائر تشبه تلك الدوامات المائية والتيارات كروية الشكل التي تتسع عند رمي حجر على وجه ماء راكد وهكذا يحيط بالدائرة دائرة اخرى تشمل صناع القرار الديني والامني والسياسي والاقتصادي والاداري والاجتماعي والانساني والتعليمي والرياضي.. الخ هذه الدوائر الملاحظ عليها نحو واجبها في المشهد الوطني على وجه العموم تقصير في الاداء الذي يضمن فكرا وطنيا سعوديا آمنا هذا بالنسبة للدائرة الاولى اما الثانية هناك تداخل في الاختصاص ادى الى صراع تحول الى عداء شخصي انتقل الى انتقام وإبداع في حَبك المؤامرات وماتنقله وتتناقله وسائل الاعلام التقليدي والحديث من قرارات وتغريدات وتصريحات.. الخ اكبر دليل لفتح الباب على مصراعيه لكل راغب في إلحاق الأذى بالوطن وفكره الآمن كأمن من ينعم برعايته ورعاية من حج اليه أو جاءه معتمرا او زائراً وأقصد بذلك الحرم المكي والمسجد النبوي. متى: نستيقظ من غفلتنا ليقوم كل منا بواجبه التربوي والوطني الذي ينعكس على فكرنا الوطني ومتى نترك ممارسة المراهقة الإدارية او الإعلامية. لنكون مواطنين صالحين راشدين يقودون مجتمعهم السعودي نحو العلم والمعرفة. والله من وراء القصد.