حقق بنك دم الحبل السري والخلايا الجذعية بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض، خلال العام 2013م ولأول مرة منذ إنشائه قبل 8 سنوات حد الاكتفاء الذاتي من الاحتياج المحلي لوحدات الخلايا الجذعية المستخرجة من دم الحبل السري والتي يتم زرعها لعلاج المرضى المصابين بأمراض مستعصية مثل سرطان الدم (اللوكيميا)، والثلاسيميا، ونقص المناعة الوراثي، وذلك في حالة عدم وجود متبرع قريب مطابق. وتمكن بنك دم الحبل السري والخلايا الجذعية في "التخصصي" العام المنصرم من زراعة 39 وحدة مطابقة من الخلايا الجذعية المستخلصة من دم الحبل السري استفاد منها 35 مريضا منهم 34 من الأطفال. وبذلك يكون بنك دم الحبل السري بديلاً فاعلاً عن استيراد وحدات دم الخلايا الجذعية من البنوك العالمية التي قد يصعب معها إيجاد وحدات مطابقة للمرضى السعوديين بحكم الاختلاف الجيني بين الأعراق. وأوضح الدكتور قاسم القصبي المشرف العام التنفيذي للمؤسسة العامة لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث أن بنك دم الحبل السري والخلايا الجذعية في "تخصصي الرياض" يمتلك عضوية الشبكة العالمية لبنوك دم الحبل السري (Netcord) المنضوية تحت الجمعية العالمية للعلاج بالخلايا الجذعية وذلك منذ العام 2011م وهي الجمعية التي تهدف إلى تسريع عملية إيجاد وحدات مطابقة وتبادلها مع البنوك العالمية والاطلاع على آخر المستجدات في هذا المجال. وأكد الدكتور القصبي أن مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث يتكئ على خبرة عريقة في زراعة نخاع العظم والخلايا الجذعية تمتد لثلاثة عقود كان حصيلتها (2719) زراعة للكبار و(1652) زراعة للأطفال بنهاية عام 2013م ، لافتاً إلى ما يمتاز به المستشفى من إمكانات تقنية متقدمة وطواقم طبية مؤهلة تأهيلاً عالياً لديها القدرة على إجراء أربعة أنواع مختلفة من عمليات زراعة الخلايا الجذعية، وهي الزراعة الذاتية، والزراعة من متبرع قريب، والزراعة بوحدات مستوردة تم التبرع بها للسجلات العالمية لمتبرعي نخاع العظم، إضافة إلى الزراعة بوحدات من مخزون بنك دم الحبل السري والخلايا الجذعية في المستشفى التخصصي. إلى ذلك أوضحت الدكتورة هند الحميدان، استشارية أمراض الدم ورئيسة بنك دم الحبل السري والخلايا الجذعية بالمستشفى التخصصي، أن البنك استطاع أن يصل بمخزونه من وحدات الخلايا الجذعية منذ إنشائه في العام 2006م إلى 5004 وحدات تم معالجتها وحفظها وفق أعلى معايير الجودة المطبقة عالمياً، وشهد العام الماضي، فقط، تجميع 1358 وحدة خلايا جذعية بالتعاون مع مستشفى اليمامة، ومستشفى قوى الأمن، مشيرة إلى أن البنك منذ بدء تشغيله في عام 2009م ساهم في توفير 151 من وحدات الخلايا الجذعية المطابقة استفاد منها 143 مريضا من بينهم 137 طفلاً و6 بالغين أجريت لهم زراعة الخلايا الجذعية بالمستشفى. وأشارت الدكتورة الحميدان، إلى أن البنك الذي يمتاز بكونه بنكا وطنيا عاما، يتيح الاستفادة من وحدات الخلايا الجذعية لمن يحتاجها من المرضى عبر مستشفيات المملكة المختلفة حيث زود مدينة الملك عبدالعزيز الطبية بالحرس الوطني خلال العامين الماضيين ب6 وحدات مطابقة لمرضى خضعوا للزراعة هناك، وأكدت أن البنك يسعى إلى تجهيز مختبرات جديدة وفق أحدث التقنيات والمواصفات العالمية بهدف زيادة مخزونه وتوسيع دائرة فرص العلاج للمرضى، نظراً إلى أن وحدات دم الحبل السري المحلية تفوق الوحدات المستوردة من الخارج في نسبة تطابقها مع العينات النسيجية للمرضى السعوديين، ناهيك عن التكاليف الاقتصادية العالية للوحدات المستوردة والتي تصل كلفة الواحدة منها إلى 42 ألف دولار. وذكرت الدكتورة الحميدان بأن خطوات الحصول على عينات الخلايا الجذعية في البنك تبدأ بفصل الحبل السري عن المشيمة المأخوذة من الطفل بعد الولادة مباشرة بموافقة الوالدين على التبرع به، يليها مرحلة تجميع دم الحبل السري ثم فحصه للتأكد من خلوه من الأمراض المختلفة، وبعد ذلك يتم معالجته للحصول على عينة تحتوي على الخلايا الجذعية النشطة فقط، ثم توضع العينة في علبة واقية يتم إدخالها في جهاز مخصص تجري فيه عملية التبريد التدريجي للعينة وحفظها تلقائياً لفترة تمتد إلى 15 سنة.