تمكن مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في الرياض ممثلاً ببنك دم الحبل السري من تحقيق انجاز طبي بوصول مخزونه إلى 1650 وحدة استفاد منها حتى الآن 9 مرضى خضعوا لزراعة خلايا جذعية بغرض العلاج من بعض الأمراض المستعصية. وقالت الدكتورة هند الحميدان استشارية أمراض الدم ورئيسة بنك دم الحبل السري بالمستشفى التخصصي إن البنك يحظى بدعم واهتمام من المشرف العام التنفيذي الدكتور قاسم القصبي الذي يوجه دائماً بالاهتمام اللازم لمواكبة آخر التطورات العلاجية المستجدة في مجال الخلايا الجذعية والتي تشهد ثورة غير مسبوقة على مستوى المراكز الطبية والبحثية العالمية وأضافت أن هذا الإنجاز يأتي أيضاً بمساندة ودعم الشؤون الطبية والسريرية في المستشفى التي تشجع بشكل مباشر العمل على تحقيق المزيد من الانجازات على كافة الصعد. وبينت الدكتورة الحميدان أن حالات المرضى التي خضعت للزراعة تفاوتت ما بين مرض (الثلاسيميا) وسرطان الدم (اللوكيميا) ونقص المناعة الوراثي، مشيرةً إلى أن أحد المرضى استفاد من تطابقه التام مع وحدتين من متبرعين اثنين نظراً لحاجته إلى جرعة كبيرة من الخلايا الجذعية بخلاف المعتاد، لافتةً إلى صعوبة تطبيق هذه الطريقة بسبب أهمية وجود تطابق بين أنسجة المريض والوحدتين إضافة إلى تطابق الوحدتين بين بعضهما البعض. وأكدت أن 9 مرضى آخرين توافر لهم وحدات متطابقة في البنك سيتم إجراء الزراعة لهم خلال الأسابيع المقبلة، مشيرةً إلى أن تزايد مخزون البنك سيوفر فرصا أكبر لزراعة حالات متعددة تعاني من أمراض مميتة. وبينت الدكتورة الحميدان أن آخر الإحصائيات تشير إلى بلوغ المخزون العالمي لوحدات دم الحبل السري إلى ما يقرب من 30 ألف وحدة في حين تم الاستفادة منها في إجراء ما يقارب 10 آلاف عملية زراعة خلايا جذعية على مستوى العالم. من جانبه قال المشرف على بنك دم الحبل السري مراد الكاف إن البنك أنشئ في شهر يوليو من عام 2006 وبدأ بتجميع الوحدات في البداية من دم الحبل السري لحالات الولادة بالمستشفى، ونظراً إلى أن ما يقارب من 60% من عدد حالات الولادة في المستشفى التخصصي تكون لأمهات يعانين من صعوبات شديدة في أثناء الحمل ما يعيق الاستفادة منها في تجميع دم الحبل السري، فقد تم في شهر نوفمبر من نفس العام التوسع في عملية التجميع لتشمل حالات الولادة في مستشفى اليمامة للولادة بالرياض ليصل عدد الوحدات المخزنة في البنك حتى الآن إلى 1650 وحدة يضمها جهاز متطور يستوعب 3600 وحدة، مؤكداً أن البنك يهدف في المستقبل القريب إلى التعاون مع مستشفيات أخرى وإضافة عدد من الموظفات المنسقات والقابلات وجهاز آخر لزيادة مخزون البنك. وأوضح الكاف بأنه يمكن استخلاص الخلايا الجذعية من دم الحبل السري أو من نخاع العظم أو من الدم مباشرة، حيث تتميز خلايا دم الحبل السري بأنها خلايا بدائية لم تحدث لها أي تغيرات ولم تتعرض لأي مؤثرات خارجية ما يزيد من قدرتها على الانقسام والتكاثر بشكل سريع إضافة إلى أنها لا تستوجب المطابقة بنسبة 100% مع أنسجة المريض. إلى ذلك أهابت الدكتورة هند الحميدان بالأمهات الحوامل التبرع بدم الحبل السري عند الولادة الذي يتم التخلص منه في العادة دون فائدة، في وقت لا يشكل التبرع به أي ضرر على المولود أو الأم بل إنه يعد صدقة جارية حيث يستفاد من بنك دم الحبل السري لعلاج العديد من مرضى السرطان والمصابين بفشل نخاع العظم ومرضى نقص المناعة الوراثي ومرضى الثلاسيميا بالإضافة إلى أمراض أخرى أظهرت الأبحاث نتائج مشجعة في إمكانية علاجها باستخدام الخلايا الجذعية إلا أنها لا زالت في طور البحث والدراسة.