سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بنك الحبل السري في مستشفى الملك فيصل التخصصي بين جنباته أسرار الخلايا تأسس قبل 7 أعوام ليكون بديلاً عن استيراد وحدات الخلايا الجذعية الأجنبية ويغطي 90% ممن لا يتوفر له متبرع قريب
في صيف عام 2006م وبعد اجتماعات متعددة وبحوث مستفيضة استقر الأمر في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض على أهمية تأسيس بنك وطني لجمع وحفظ وحدات الخلايا الجذعية المستخلصة من دم الحبل السري ليكون بديلاً فاعلاً من استيراد وحدات من بنوك طبية عالمية والتي يصعب في كثير من الحالات إيجاد وحدات مطابقة منها للمرضى السعوديين بحكم الاختلاف الجيني بين الأعراق المختلفة. ومنذ انطلاقة بنك دم الحبل السري والخلايا الجذعية بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث قبل سبعة أعوام وحتى مطلع شهر إبريل الحالي نجح البنك في توفير 90% من الاحتياج المحلي لوحدات الخلايا الجذعية لعلاج المرضى الذين لا يتوفر لهم متبرع قريب مطابق، وذلك من خلال مخزونه الذي بلغ حتى بدايات هذا الشهر 4646 وحدة جرى البدء في جمعها وحفظها منذ إنشاء البنك عام 2006م والذي يهدف إلى توفير أفضل فرص العلاج لحالات الأمراض المستعصية. وقالت استشارية أمراض الدم ورئيسة بنك دم الحبل السري والخلايا الجذعية بالمستشفى التخصصي الدكتورة هند الحميدان ل"الرياض" إن "العمل انطلق وقت ذاك عبر خطوة رئيسة تتمثل في جمع قدر محدد من وحدات الخلايا الجذعية ليتسنى بالتالي الوصول إلى فرص أكبر في إيجاد عينات مطابقة للمرضى السعوديين". وأوضحت أن "بداية الاستفادة من وحدات البنك فعلياً كان في شهر أكتوبر 2008م بعد أن تمكن البنك من الوصول بمخزونه إلى ألف وحدة عندها انطلقت باكورة عمليات زراعة الخلايا الجذعية المستخرجة من دم الحبل السري عبر هذا البنك الوطني وبفعالية". مراد الكاف: سنؤسس برمجيات إلكترونية متطورة للوصول إلى العينات المحلية والخارجية المطابقة بسهولة وأضافت أن البنك ساهم من خلال مخزونه في توفير وحدات خلايا جذعية مطابقة زُرعت منها حتى الآن 121 وحدة ل 108 مرضى من بينهم 103 أطفال و5 بالغين أجريت لهم الزراعة بالمستشفى التخصصي لعلاج أمراض مستعصية كسرطان الدم (اللوكيميا)، والثلاسيما، ونقص المناعة الوراثي التي لا ينجح علاجها بشكل تام إلا بزراعة الخلايا الجذعية. وأشارت إلى التعاون الوثيق لبنك دم الحبل السري والخلايا الجذعية في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض مع مختلف المستشفيات المحلية حيث زود مدينة الملك عبدالعزيز الطبية بالحرس الوطني ب4 وحدات مطابقة لمرضى خضعوا للزراعة هناك، مضيفة أنه سيتم في المستقبل القريب البدء في إرسال وحدات لمستشفى الملك فيصل التخصصي بجدة لإجراء الزراعة هناك بدلاً من تحويل المريض للمستشفى الرئيس بالرياض من أجل الزراعة كما هو معمول به حالياً. وأكدت الدكتورة الحميدان أن البنك يعتزم توفير جهاز ثالث لحفظ الوحدات إلى جانب الجهازين الموجودين حالياً، إضافة إلى تجهيز مختبرات جديدة بتقنيات ومواصفات متطورة بعد الانتهاء من بناء مشروع مركز الملك عبدالله للأورام وأمراض الكبد، حيث سيتمكن البنك، بالاستفادة من هذه التقنيات، في عمل مزرعة مخبرية تهدف إلى تكاثر عدد الخلايا الجذعية في العينة، وبالتالي يتم الاكتفاء بزراعة وحدة واحدة للمريض البالغ بدلاً من اثنتين كما هو معتاد، الأمر الذي سيسهم في توفير وحدات أكثر للمرضى الآخرين، موضحة أن ذلك يأتي متسقاً مع تطبيق البنك خططاً إستراتيجية لزيادة مخزونه باستمرار من أجل الوصول إلى الاكتفاء الذاتي والحد من استيراد الوحدات من الخارج بهدف توسيع دائرة فرص العلاج للمرضى، نظراً إلى أن وحدات دم الحبل السري المحلية تتفوق على الوحدات المستوردة من الخارج في نسبة تطابقها مع العينات النسيجية للمرضى السعوديين، ناهيك عن الكلفة الاقتصادية العالية للوحدات المستوردة والتي تصل كلفة الواحدة منها إلى 157 ألف ريال. من جانبه أوضح المشرف على بنك دم الحبل السري ومختبر الخلايا الجذعية بالمستشفى التخصصي مراد الكاف بأن خطوات الحصول على عينات الخلايا الجذعية في البنك تبدأ بفصل الحبل السري عن المشيمة المأخوذة من الطفل بعد الولادة مباشرة بموافقة الوالدين على التبرع به، وذلك بالتعاون مع مستشفى اليمامة، ومستشفى قوى الأمن، بسبب حالات الولادات الكثيرة التي تتم في هذين المستشفيين، يليها مرحلة تجميع دم الحبل السري ثم فحصه للتأكد من خلوه من الأمراض المختلفة، وبعد ذلك يتم معالجته للحصول على عينة تحتوي على الخلايا الجذعية النشطة فقط، ثم توضع العينة في علبة واقية يتم إدخالها في جهاز مخصص تجري فيه عملية التبريد التدريجي للعينة وحفظها تلقائياً لفترة تمتد لعدة سنوات. وعند وجود مريض محتاج لزراعة خلايا جذعية لم يتوفر له متبرع قريب يتم البحث عن وحدات مطابقة له في مخزون البنك عبر مراحل علمية دقيقة لضمان التطابق حتى تجرى له العملية بنجاح، لافتاً إلى أن البنك انضم العام الماضي إلى عضوية الشبكة العالمية لبنوك دم الحبل السري (Netcord). د. هند الحميدان: توجه لتطبيق تقنية متقدمة لتكاثر الخلايا الجذعية ومضاعفة المخزون وأضاف الكاف "يسعى البنك حالياً لتوفير برمجيات إلكترونية متطورة لتسهيل البحث عن الوحدات المطابقة في البنك عبر الموقع الالكتروني للمستشفى وذلك لمرضى المستشفى ومرضى مستشفيات المملكة الأخرى، وكذلك بين البنك والبنوك العالمية المماثلة عبر الموقع الالكتروني للشبكة العالمية لبنوك دم الحبل السري دون الحاجة إلى المخاطبات الرسمية التي تستغرق وقتاً طويلاً، وذلك لتسريع عملية إيجاد وحدات مطابقة من بنوك عالمية للمرضى الذي لا يتوفر لهم وحدات في البنك والذين تبلغ نسبتهم نحو 10% فقط". يشار إلى أن مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض يتكئ على خبرة عريقة في زراعة نخاع العظم والخلايا الجذعية تمتد إلى ثلاثة عقود، كان حصيلتها 4086 زراعة بنهاية عام 2012م أجريت عبر مصادر مختلفة لوحدات الخلايا الجذعية، حيث يمتاز المستشفى بإمكانيات تقنية متقدمة وطواقم طبية مؤهلة تأهيلاً عالياً لديها القدرة على إجراء أربعة أنواع مختلفة من عمليات زراعة الخلايا الجذعية، وهي الزراعة الذاتية، والزراعة من متبرع قريب، والزراعة بوحدات مستوردة تم التبرع بها للسجلات العالمية لمتبرعي نخاع العظم، إضافة إلى الزراعة بوحدات من مخزون بنك دم الحبل السري والخلايا الجذعية في المستشفى التخصصي الذي يمتاز بكونه بنكا وطنيا عاما، حيث لا يقوم بحفظ الوحدات بشكل حصري للمتبرع أو أحد أفراد أسرته، كما يحدث في البنوك الخاصة التجارية، بل إن العينات المخزنة تكون متاحة لمن يحتاجها من المرضى عموماً، وهو التوجه العالمي في هذا الصدد بسبب أن الفائدة تنتفي بحصر العينات نظراً إلى أن فترة حفظ العينات لا تتجاوز 15 عاماً. اختصاصية خلال العمل د. هند الحميدان اختصاصي يعمل في البنك