تمكن بنك دم الحبل السري والخلايا الجذعية بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض من الوصول بمخزونه ل3100 وحدة من وحدات الخلايا الجذعية مطلع الشهر الجاري. وقد أسس المستشفى في صيف عام 2006م بنكاً وطنياً لحفظ دم الحبل السري بغرض زراعة الخلايا الجذعية للمرضى الذين يعانون من بعض الأمراض المستعصية مثل سرطان الدم (اللوكيميا)، والثلاسيما، ونقص المناعة الوراثي. واستطاع مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض خلال العام الماضي 2010م من إجراء 312 حالة زراعة خلايا جذعية من بينها 25 حالة توفرت وحداتها من بنك دم الحبل السري لمرضى كانوا يعانون من بعض أمراض الدم المختلفة بعد أن خضعت تلك الوحدات إلى معالجة علمية دقيقة للتأكد من مطابقتها للحالات المرضية المستفيدة. وتوقعت استشارية أمراض الدم ورئيسة بنك دم الحبل السري والخلايا الجذعية بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث الدكتورة هند الحميدان أن يتمكن البنك خلال السنة الجارية من جمع أكثر من (1000) ألف وحدة إضافية من دم الحبل السري لحالات الولادة بالتعاون مع مستشفى اليمامة، ومستشفى قوى الأمن، ومستشفى الملك خالد الجامعي مشيرةً إلى عزم البنك توسيع نطاق مخزونه من خلال توفير جهاز آخر لحفظ الوحدات ليستوعب المخزون المتزايد من وحدات الخلايا الجذعية حيث يستطيع الجهاز الحالي المتوافر في المستشفى من تخزين نحو 3600 وحدة. المستشفى التخصصي أجرى العام الماضي 312 حالة زراعة خلايا جذعية وأوضحت أن البنك يحظى بدعم من المشرف العام التنفيذي الدكتور قاسم القصبي الذي يوجه دائماً إلى ضرورة مواكبة آخر التطورات العلاجية المستجدة في مجال الخلايا الجذعية والتي تشهد ثورة غير مسبوقة على مستوى المراكز الطبية والبحثية العالمية. وأكدت أن البنك تمكن خلال العام الماضي فقط من تخزين 928 وحدة من دم الحبل السري الأمر الذي ساهم في إيجاد وحدات مطابقة لخمسة وعشرين مريضاً من بينهم 23 طفلاً واثنان بالغان أجريت لهم زراعة خلايا جذعية لعلاج أمراض مستعصية كمرض (الثلاسيميا)، وسرطان الدم (اللوكيميا)، ونقص المناعة الوراثي، في حين تلقى البنك خلال العامين الماضيين 204 طلبات للبحث عن وحدات لزراعتها، وتم العثور على وحدات متطابقة لنحو 86% منهم، كما يواصل البنك زيادة مخزونة من الوحدات للوصول إلى الاكتفاء الذاتي ووقف استيراد الوحدات من الخارج، مضيفة أن البنك وفر وحدات مطابقة جرى زرعها ل48 مريضاً خلال السنوات المعدودة الماضية بمجرد توافر المخزون المناسب. وبينت أن خلايا دم الحبل السري تتميز بكونها خلايا بدائية لم تحدث لها أي تغيرات ولم تتعرض لأي مؤثرات خارجية ما يزيد من قدرتها على الانقسام والتكاثر بشكل سريع إضافة إلى أنها لا تستوجب المطابقة بنسبة 100% مع أنسجة المريض مشيراً إلى إمكانية استخلاص الخلايا الجذعية من دم الحبل السري أو من نخاع العظم أو من الدم مباشرة. ولفتت الدكتورة هند الحميدان إلى أن بنك دم الحبل السري في المستشفى التخصصي يعتبر بنكاً وطنياً عاماً حيث لا يقوم بحفظ الوحدات بشكل حصري للمتبرع أو احد أفراد أسرته عند حاجتهم كما يحدث في البنوك الخاصة التجارية التي تنتشر في بعض دول المنطقة، بل إن العينات المخزنة متاحة لمن يحتاجها من المرضى عموماً وهو التوجه العالمي في هذا الخصوص لأن الفائدة تنتفي بحصر العينات بسبب أن فترة حفظ العينات لا تتجاوز 15 عاماً. وأشارت إلى إن آخر الإحصاءات تشير إلى بلوغ المخزون العالمي لوحدات دم الحبل السري إلى نحو 400 ألف وحدة في حين تم الاستفادة منها في إجراء نحو 10 آلاف عملية زراعة خلايا جذعية على مستوى العالم.