عقد وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي اجتماعهم الدوري ال130 في مقر الأمانة العامة للمجلس بالرياض أمس. وترأس وفد المملكة في الاجتماع صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية. وألقى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح كلمة في الجلسة الافتتاحية قال فيها: «إننا نتطلع من خلال هذا اللقاء المبارك، إلى تحقيق المزيد من التنسيق والتعاون الاقتصادي في مختلف المجالات التي من شأنها الاسهام في تحقيق وحدتنا وترابطنا، والعمل على اتخاذ الاجراءات الكفيلة بتعزيز أمن واستقرار دولنا ورخاء شعوبنا، وتحفظ مكتسباتنا الحضارية والثقافية، بما يدعم المسيرة الخيّرة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية». وأضاف «مازال أمامنا بذل المزيد من الجهود لمد جسور التعاون والتنسيق مع الدول الشقيقة والصديقة والمجموعات الدولية المؤثرة عبر الحوارات الاستراتيجية معها، تحصيناً لدول المجلس وللاستفادة من إمكانات تلك الدول وخبراتها الاقتصادية بما يعزز قدراتنا التنموية». «وفي هذا الصدد أود الإشارة إلى الاجتماعات الوزارية المشتركة للحوار الاستراتيجي بين مجلس التعاون وكل من جمهورية الصين الشعبية وروسيا الاتحادية، اللتين انعقدتا في شهري يناير وفبراير الماضيين، وما تم التوصل إليه من نتائج ايجابية في اطار تلك الحوارات الاستراتيجية البناءة، والتي من شأنها أن تعزز علاقات التعاون والصداقة». ومضى الشيخ صباح قائلاً «ومن منطلق حرصنا العميق على صون أمن واستقرار المنطقة والعالم أجمع، والنابع من التزامنا بالثوابت الأساسية التي تحكمها العلاقات والمواثيق الدولية، فإننا نجد أنفسنا أمام وضع مؤلم في سورية نتيجة لنزيف الدم المستمر فيها للعام الثالث على التوالي، وتصاعد دوامة العنف وتدهور وتفاقم الأوضاع الإنسانية داخل سورية وخارجها، الأمر الذي يضع العالم بأسره أمام تحد كبير، يستلزم التدخل السريع والفعال من قبل الأممالمتحدة والمجتمع الدولي، ومن خلال مجلس الأمن، لاتخاذ الاجراءات الكفيلة والرادعة، لحماية المواطنين العزل والحفاظ على حياتهم وتقديم مرتكبي هذه الجرائم إلى المحكمة الجنائية الدولية، وتأمين ايصال المساعدات الإنسانية للشعب السوري في الأماكن المحاصرة وفي عموم الأراضي السورية وخارجها. وأشار إلى استضافة دولة الكويت للمؤتمر الدولي الثاني للمانحين لدعم الوضع الإنساني في سورية والذي اختتمت أعماله في 15 يناير الماضي، والنتائج المهمة التي تمخضت عنه والتي لم تكن لتتحقق لولا دعم الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي، والذي يعتبر إنجازاً مستحقاً لنا جميعاً استشعاراً لمدى المعاناة الإنسانية لأشقائنا السوريين. ورحب الشيخ صباح بقرار مجلس الأمن الدولي الرقم 2014/2139 الخاص بايصال المساعدات الإنسانية إلى سورية بعد موافقة كامل أعضائه الخمسة عشر حول القرار ونأمل بأن يشكل هذا القرار خطوة أولى ملموسة في العمل على حل هذه الأزمة الإنسانية وأن يسهم في التخفيف من مأساة الشعب السوري الشقيق، خاصة وأنه يرحب بالتعهدات التي يبلغ اجمالي قيمتها 2,5 بليون دولار والتي أعلن عنها مؤتمر الكويت الثاني. وبخصوص القضية الفلسطينية قال الشيخ صباح "إن دول مجلس التعاون، تضع ضمن أولويات سياستها الخارجية كل ما يدعم قضية الشعب الفلسطيني الشقيق باعتبارها القضية الأولى للأمة العربية، مؤكدين على الموقف الثابت من عدالة مطالب الشعب الفلسطيني باستعادة أراضيه المحتلة وحقه الكامل بأن يهنأ بالعيش الآمن والكريم، وإنهاء كافة مظاهر الاستيطان والقمع الذي تمارسه سلطة الاحتلال الإسرائيلية." وأكد "إن حل القضية الفلسطينية لن يتحقق إلا من خلال ايجاد حل شامل وعادل وفق قرارات الشرعية الدولية ومؤتمر مدريد ومبادرة السلام العربية، يكون قابلاً للتنفيذ وخلال فترة زمنية محددة، كي ينعم الجميع بالسلام والتنمية، يقوم على أساس حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، وعلى حدود الرابع من يونيو 1967." وبالنسبة إلى الملف النووي الايراني أكد وزير الخارجية الكويتي على أهمية التزام إيران التعاون التام مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وسائر الالتزامات الدولية وتطبيق أعلى المعايير الخاصة بالسلامة لمنشآتها النووية والانضمام الفوري إلى اتفاقية السلامة النووية، وإظهار الحرص على السلامة البيئية في منطقة الخليج العربي. ورحب الشيخ صباح بالقرار الرقم 2014/2140 الصادر بالاجماع عن مجلس الأمن الدولي، والذي جاء معبراً عن مطالب الشعب اليمني في التغيير والاستقرار وتأكيد وقوف المجتمع الدولي إلى جانبه. وأشاد بحرص حكومة الوفاق الوطني على تنفيذ كافة بنود المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وانجاز استحقاقات المرحلة الانتقالية وتوفير المقومات والعوامل اللازمة للمضي قدماً في عملية التسوية السياسية. تحقيقاً لتطلعات الشعب اليمني الشقيق في الأمن والاستقرار والازدهار. وصول الوزراء وكان وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي وصلوا إلى الرياض في وقت سابق أمس. فقد وصل الشيخ صباح خالد الحمد الصباح النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية في دولة الكويت وصاحب السمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية لدولة الإمارات العربية المتحدة ومعالي الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة وزير خارجية مملكة البحرين ومعالي الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية بسلطنة عمان يوسف بن علوي بن عبدالله ومعالي الدكتور خالد بن محمد العطية وزير الخارجية بدولة قطر. وكان في استقبالهم بمطار قاعدة الرياض الجوية صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب وزير الخارجية ومعالي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني ومدير عام مكتب سمو نائب وزير الخارجية السفير دهام بن عواد الدهام ووكيل وزارة الخارجية لشؤون المراسم عزام بن عبدالكريم القين وقائد قاعدة الرياض الجوية اللواء طيار ركن فهد بن ضعيان الحرير وسفراء الدول الخليجية لدى المملكة.