كشف الشيخ رافع الرفاعي مفتي الديار العراقية في حواره مع "الرياض" أن برلمان الاتحاد الأوربي تعهد له في زيارته مؤخراً إلى بروكسل بإصدار قرارات تتبعها أفعال إجرائية ضد الحكومة العراقية إزاء ما تتعرض له محافظة الأنبار من هجمة شرسة من قبل القوات الحكومية وما يتعرض له أهل السنة والجماعة من ظلم وتعدٍ. وأفاد بأن حكومة نوري المالكي تريد أن تعزل العراق عن محيطه العربي وأن يكون العراق حديقة خلفية لإيران مشيرا بأن هدنة الثلاثة أيام التي يسوقها النظام لم تطبق وما هي إلا مرواغات واضحة للعيان فالقصف مازال مستمرا، والمدنيون يتعرضون للقتل. * كيف هي الأوضاع في محافظة الأنبار؟ - محافظة الأنبار لازالت تتعرض لهجمة شرسة من قبل القوات الحكومية بإيعاز إيراني واضح، قد صرح به المالكي بعد قدومه من طهران في زيارته الأخيرة عندما قال "اتفقنا مع الجانب الإيراني على محاربة المتطرفين السنة"، وهذا الحديث علم أهل السنة من خلاله بأنهم سيتعرضون لهجمة شرسة من قبل قوات نوري المالكي. وأضاف بأن حجة تواجد تنظيم داعش في الصحراء الغربية أدخل القوات وقد تيقنّا بأنه سيقوم بضرب المحافظات وساحات الاعتصام والمعتصمين كما فعل في الحوية وديالا والموصل وغيرها، فالآن مدن المحافظة وخاصة الفلوجة تتعرض في كل يوم لقصف عشوائي همجي من قوى طائفية تغلغلت في الجيش باسم الدمج وهي المليشيات التابعة لإيران وهؤلاء يقصفون ويهتفون بعبارات طائفية كما أظهرتها التسجيلات، وقصف المدفعية والهاونات يتم بعشوائية فالمسلحون يتواجدون خارج المدينة والقصف يطال المدنيين الأبرياء من النساء والأطفال والشيوخ. * هل القصف مازال مستمرا رغم هدنة الثلاثة أيام؟ - نعم لا زال مستمرا وهدنتهم لم يطبقوها، فالقصف متواصل والأحاديث التي يسوقها النظام ما هي إلا فبركات إعلامية لا قيمة لها، فالجميع يعلم مدى خداع الحكومة ومراوغتها ومدى الضغوطات الإعلامية التي تمارسها الحكومة لعدم إبراز ما يحدث على الأرض. * هل كانت زيارتكم إلى بروكسل فرصة لمناشدة المجتمع الدولي إزاء ما يحدث في محافظة الأنبار؟ - نعم ناشدنا المجتمع الدولي فمن خلال الكلمة التي قلتها لنائب رئيس برلمان الاتحاد الأوربي في بروكسل بينت له أن الاتحاد الأوربي كان ضمن القوات التي شاركت في احتلال العراق في عام 2003 م وما يجري الآن من انتهاكات كبيرة في حقوق الانسان العراقي هي نتيجة لذلك الاحتلال فذكرت له بأنهم مسؤولون مسؤولية مباشرة عما يحدث في العراق لأنهم كانوا جزءاً لا يتجزأ من هذا الملف، وقد طالبتهم بالاضطلاع بواجبهم الانساني والقانوني لأنهم كانوا سبباً في ايصال العراق لهذه المرحلة وأخذنا العهد منهم على أنهم سيصدرون قرارات تتبعها أفعال إجرائية ضد الحكومة. وذهبنا إلى بروكسل لكشف الورقة العراقية وللحديث عن حقوق الإنسان العراقي وقد بينا بأن الإنسان العراقي بمختلف طوائفه ومذاهبه مظلومون تحت وطأة هذه الحكومة ولكن الظلم الأكبر وقع على أهل السنة والجماعة لأن هنالك نفسا طائفيا مقيتا تسلكه الحكومة، وأشرنا أيضا إلى كل جرائم الحكومة بحق العراقيين جميعا وبحق أهل السنة والجماعة خصوصا وبصورة أدق ما يجري في محافظة الأنبار وفي الفلوجة والرمادي. * يصف مراقبون للمشهد العراقي بأن الدورتين التي أمضاها رئيس مجلس الوزاء نوري المالكي في قصر رئاسة الوزراء في بغداد شهدت تدهورا كبيرا في علاقاته مع عدد من الدول الصديقة كيف تقرأ الحالة الدبلوماسية التي شهدتها العراق خلال الثماني سنوات الماضية؟ - إنه مخطط واضح المعالم فهم يريدون أن يعزلوا العراق عن محيطه العربي وأن يكون العراق حديقة خلفية لإيران فالمسؤولون العراقيون هم موظفون صغار ضمن الإدارة الإيرانية فهل يمكن أن ترضى طهران بأن يكون العراقي ضمن مجتمعه الدولي ولها هيمنة وسيطرة على اصحاب القرار في البلد فالمالكي اتهم ساحات الاعتصام بأنها تابعة لدول سنية في المنطقة وأنا بصفتي مفتي الديار العراقية أقسم بالله العظيم بأننا لا ننفذ أجندة تابعة لأي دولة ولكن أتحدى المالكي بأن يقسم بالله صادقا بأن يقول بأنه ليس منفذا للأجندة الإيرانية، حتماً لن يستطيع فعل ذلك.