عادت نبرة التصعيد إلى خطب ساحات الاعتصام في العراق، ما يهدد بعرقلة جهود التهدئة، وسط تحذير من «مخططات إقليمية لعزل المنطقة الغربية تمهيداً لتقسيم العراق». وتظاهر الآلاف في الأنبار والفلوجة وقضاء الحويجة التابع لمحافظة كركوك، وفي سامراء وديالى في جمعة «التعذيب والإعدام حقيقة النظام». وركز المتظاهرون على المطالبة بوقف تنفيذ أحكام الإعدام، «لأن معظم المدانين أبرياء». المعتصمون في الرمادي اتهموا رئيس الوزراء نوري المالكي ب «تحضير جيوشه ضد أهل السنة والجماعة»، وقال الخطيب حيدر المحمدي: «إنني أوجِّه رسالتي إلى أهل السنة الموجودين في العراق والدول وأسألهم، أما رأيتم كيف يعدم أبناؤنا من أهل الجماعة بلا ذنب ولا جرم، وكيف يذوق علماؤنا الذل في سجونهم لا لشيء سوى لعقيدتهم وإيمانهم». وطالب «العراقيين بأن ينتفضوا، ويقفوا أمام السفارات وفي كل مكان، ليثبتوا للعالم أننا إخوة وأننا واحد لا يفرقنا المكان. ولتثبتوا لحكومتنا الطائفية الضالة أننا أعداد كثيرة، وليس مثلما يقولون، في وقت يخشون من إجراء التعداد السكاني». إلى ذلك، شن خطيب الجمعة في الفلوجة الشيخ يونس الحمداني هجوماً على وزير الأمن الإيراني حيدر مصلحي، محذراً من أنه «جاء لتعليم الساسة في الحكومة كيف يفضّون الاعتصامات بالقوة». وطالب رئاسة الجمهورية بوقف تنفيذ الإعدامات، مخاطباً الأكراد: «إننا نبعث برسالة أخرى إلى الكرد ونقول لهم إن رئاسة الجمهورية هي من استحقاقكم وانتم مسؤولون عن جموع أهل السنة الذين أعدموا من دون حق ولا جناية». وأضاف مخاطباً المالكي: «حكومتك أثبتت أنها حكومة تعذيب وإعدامات، في كل يوم يعتقلون في كركوك وبيجي وكل مناطق العراق». أما متظاهرو قضاء الحويجة، غرب كركوك، فجددوا رفضهم الحوار مع الحكومة، متهمينها بأنها «أصبحت جزءاً من إيران وشعارها الإعدام والقتل وتقسيم العراق». وتشهد محافظات الأنبار ونينوى وصلاح الدين وكركوك وديالى وبعض مناطق بغداد منذ أواخر العام الماضي، تظاهرات حاشدة يشارك فيها علماء دين وشيوخ عشائر ومسؤولون محليون، للمطالبة ب «إلغاء قانون المساءلة والعدالة ومكافحة الإرهاب وإقرار قانون العفو العام وإطلاق السجينات والمعتقلين الأبرياء وتحقيق التوازن الطائفي في المؤسسات الحكومية». وحذر زعيم قبائل الدليم في عموم العراق ماجد السليمان في بيان، من «وجود مخطط طائفي إقليمي لتقسيم العراق من خلال إنشاء إقليم الأنبار»، مؤكداً أنه «وغالبية أبناء الأنبار سنتصدى ونحبط هذه المخططات بكل الوسائل المتاحة». وأضاف: «سمعنا أن هناك فئة صغيرة من العملاء والسيئين وقطاع الطرق في هذه المحافظة ومن محافظات أخرى، يضربون على وتر الطائفية من خلال فكرة الأقاليم، ومنها إقليم الأنبار، فباسم العراق الغالي ومن اجل شعبه العظيم ولكي نحافظ على وحدته، نحذر الجميع ممن لديه فكرة لتقسيم البلاد». وزاد: «من أجل أهالي الأنبار وكل العراقيين، ومن اجل الحفاظ على مستقبلكم وحماية أرضكم وأبنائكم، سنتصدى لكل من تسول له نفسه تقسيم البلاد، وقد أُعذر من أَنذر».