برهن حارس النصر عبدالله العنزي على صحة مقولة "الحارس نصف الفريق" بعد أن ساهم بشكل كبير في تتويج فريقه بكأس ولي العهد كما قاده إلى الانفراد بصدارة دوري "عبداللطيف جميل" السعودي للمحترفين وذلك بفضل مستوياته الكبيرة إذ تمكن من تقديم أداء مبهر حمى به العرين النصراوي ووقف في وجه مهاجمي خصومه ومنعهم من زيارة شباكه. العنزي الذي طار بنجومية الحراسة في هذا الموسم بات يُصنف على أنه أفضل حارس سعودي عطفاً على ماقدمه لفريقه في الجولات الماضية من الدوري بالإضافة إلى كأس ولي العهد، وبالرغم من صغر سنه إلا أن العنزي أكد بأنه حارس قادم في سماء الكرة السعودية إذ باتت الجماهير الرياضية السعودية تعقد آمالاً عريضة عليه وذلك لحماية مرمى منتخبنا السعودي كما كان يفعل أسطورة الحراسة وعميد لاعبي العالم محمد الدعيع خصوصاً في ظل تذبذب مستويات الحارس الأساسي لمنتخبنا السعودي وليد عبدالله الذي تأثر بشكل أو بآخر بغياب المنافس له. هيجيتا طور مستواه وحوله من نقطة ضعف إلى مصدر قوة في النصر لغة الأرقام أنصفت الحارس عبدالله العنزي ففي دوري "عبداللطيف جميل" السعودي للمحترفين يعتبر أكثر الحراس محافظة على نظافة شباكه إذ ظلت 479 دقيقة دون أن تستقبل أي هدف، ليس كذلك فحسب بل إنه يُعد الأفضل كون شباكه لم تتلق سوى ثمانية أهداف خلال ال 1440 دقيقة التي لعبها وذلك بمعدل هدف في 180 دقيقة (مباراتين)، ويُحسب للعنزي أنه حافظ على عذرية شباكه في مباريات مهمة عدة أبرزها مع الأهلي (مباراتان) ومع الاتحاد. ولا يُمكن أن نغفل الدور الكبير الذي لعبه مدرب الحراس الكولمبي العالمي هيجيتا في تنمية وتطوير مهارات الحارس عبدالله العنزي الذي تغلب على عيوبه ونقاط ضعفه، فالعنزي الذي كاد يذود عن مرمى النصر قبل موسمين أو أكثر يختلف تماماً عن العنزي في هذا الموسم ونهاية الموسم الماضي إذ لم يعد يخطىء تلك الأخطاء التي كانت تتسبب في هز شباكه وتحرم فريقه من الانتصارات وتجعله يفرط في النقاط وتحول من نقطة ضعف كانت تكلف فريقه نقاطاً عدة إلى مصدر قوة ضاربة في "العالمي"، ويُحسب لإدارة النصر قرار التعاقد مع مدرب الحراس هيجيتا إذ وجه النصراويون رسالة لبقية الأندية حول أهمية مدربي الحراسة في الفرق وكيف أن إبداع وتألق حارس المرمى يقود الفريق إلى منصات التتويج. إبداعه سيقوده للأخضر .. وتنافسه مع وليد سيفيد منتخبنا الحارس المميز يُعتبر عملة نادرة في ملاعبنا ففي ال 15 عاماً الأخيرة لم يبرز في هذه الخانة إلا عدد قليل من الحراس لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة ومنهم عبدالله العنزي الذي يعتبر مكسبًا كبيرًا للكرة السعودية شريطة أن يحافظ على مستواه ويطوره والا يكتفي بما وصل إليه وأن يبتعد عن كل الأمور التي تُنهي لاعب كرة القدم وتؤثر على مستواه بداية من السهر وعدم الانضباط وانتهاء بالغرور، أيضاً لابد أن توجد الإدارة النصراوية منافساً للعنزي في الفريق حتى لا تصبح الخانة حكراً عليه ومضمونة بالنسبة له لأن ذلك سيؤثر بشكل أو بآخر عليه. المستويات التي قدمها عبدالله العنزي مع "العالمي" ستجبر مدرب المنتخب السعودي الأسباني لوبيز كارولو على اختياره لتشكيلة منتخبنا المقبلة ليس كذلك فحسب بل إنه حجز خانة أساسية دون أدنى جدال كونه الأحق بها من غيره وهو ما سيدفع بقية الحراس وأولهم وليد عبدالله إلى مراجعة حساباتهم وتطوير مستوياتهم. الجميل أن تنافس أكثر من حارس في ظل تقارب مستوياتهم سينعكس بشكل إيجابي على منتخبنا الذي سيستفيد من المنافسة بين عبدالله العنزي ووليد عبدالله وغيرهما من الحراس على حجز مكان في التشكيلة الأساسية. العنزي جسد مقولة الحارس نصف الفريق