شهدت حراسة المرمى السعودية في السنوات الأخيرة تراجعاً واضحاً في المواهب الجديدة، بعد أن ترك الحارس العملاق محمد الدعيع فراغاً كبيراً عقب اعتزاله الكرة. وعلى الرغم من تعاقب الأسماء بعد الدعيع بوجود وليد عبدالله وفايز السبيعي ومبروك زايد، إلا أن تلك الأسماء لم تكن في المستوى ذاته وفقاً للمحللين الرياضيين، الأمر الذي جعل مدربي المنتخب يكررون نفس الخيارات في كل تشكيلة جديدة. وفي الموسم الماضي والحالي، بدأت موهبة حارس النصر عبدالله العنزي "24 عاماً" تظهر جلياً كأفضل حراس المرمى في دوري عبداللطيف جميل للموسم الحالي، من خلال صموده أمام كثير من الهجمات في الجولات السبع الماضية، وإنقاذ مرمى فريقه من أهداف محققة استحق من خلالها جائزة أفضل لاعب في الدوري لشهر سبتمبر. ولم يكتف العنزي بأنه جاء بعد سنوات من غياب الحراس على مستوى المملكة، بل حتى على مستوى ناديه النصر، ليحل مشكلة الحراسة النصراوية التي عانت كثيراً في المواسم الماضية. في حين، لا زالت علامات الاستفهام الكبيرة حول عدم ضم العنزي لصفوف المنتخب السعودي الأول لكرة القدم من قبل المدرب الإسباني لوبيز. تميز العنزي منذ أن أتيحت الفرصة للحارس الشاب بالمشاركة مع الفريق قبل ثلاثة مواسم تقريباً، أثبت خلال مشاركاته القليلة أنه الأفضل بعد أن ظل لفترات احتياطياً للحارس خالد راضي، ففي موسم 2010 شارك العنزي مع الفريق الأول في 24 لقاء، وسجل في مرماه خلالها 30 هدفاً بسبب ضعف الدفاعات النصراوية في ذلك الموسم، وفي موسم 2011 شارك أيضاً فلعب 15 مباراة بعد أن كان في أغلب اللقاءات احتياطياً؛ حيث سُجل في مرماه خلالها 17 هدفاً، وفي الموسم الماضي بدأ العنزي يمتلك ثقة كبيرة مع مدرب الحراس الشهير هيجيتا الذي تبنى موهبته وراهن على نجاحه؛ حيث شارك في 22 مباراة، ولج مرماه خلالها 20 هدفاً، وهو عدد جيد مقارنة بحارس المنتخب والشباب وليد عبدالله الذي ولج مرماه 31 هدفاً. وفي الموسم الحالي وصل العنزي إلى ذروة مستواه، حيث حافظ إلى نهاية الجولة السابعة التي اختتمت أول من أمس على شباكه خلال مشاركته في 540 دقيقة، لم يسجل عليه فيها إلا هدف وحيد في مباراة فريقه الماضية أمام النهضة. العنزي والمنتخب مع تصاعد مستويات الحارس النصراوي منذ الموسم الماضي وإثباته لوجوده، إلا أنه ما زال ينتظر تأشيرة دخوله لصفوف الأخضر من قبل المدرب الإسباني كارو لوبيز الذي تجاهله. ولم يكن تجاهل الأخير جديداً، فقد تجاهله المدرب السابق للمنتخب ريكارد وفضل عددا من الأسماء على العنزي، الأمر الذي أثار الرأي العام ضد المدربين. وفي تعليقه قال العنزي في لقاء تلفزيوني سابق "كنت أنتظر إعلان تشكيلة المنتخب في كل مرة، وفي المرة الأخيرة كنت أنتظر أن أكون ضمن المنضمين الجدد، إلا أن ذلك لم يتحقق، ما سبب لي ردة فعل دفعتني لبذل مزيد من الجهد للانضمام إلى المنتخب". قالوا عن العنزي عدم انضمام العنزي للمنتخب خلق جواً من التعاطف مع اللاعب للمستويات الكبيرة التي يقدمها، حيث وقف إلى صفه كثير من الجماهير والإعلاميين والنقاد والمتابعين لمسيرته مع الفريق الأصفر، أبرزهم الحارس العملاق للمنتخب والهلال محمد الدعيع في إحدى تصريحاته، حيث قال "الإعلام والجمهور الرياضي مقتنعان بأن العنزي الحارس الأول بالمملكة في الوقت الحالي، والدليل أنه لم يلج مرماه سوى هدف وحيد فقط في سبع جولات، ولكن قرار الإبعاد أو التجاهل قد يكون لأسباب إدارية لم يتم الإفصاح عنها، وأعتقد أن لديه مدرباً كبيراً في النادي ساعد في تطوره". كما أثنى الدولي السابق فهد الهريفي على المستويات التي يقدمها العنزي، وقال "يعجبني في العنزي طموحه وصبره لأنه يقدم مستويات قوية ويتم تجاهله من قبل مدربي المنتخب خلال سنتين، ولو كان لاعب آخر مكانه لأثر ذلك على نفسيته، وأنا أنتقد الأجهزة الفنية للمنتخب التي اختارت 4 حراس في الفترة الأخيرة وتجاهلت العنزي دون أي مبرر". ووافقه الرأي المحلل الرياضي المعروف خالد الشنيف، قائلاً "معايير اختيار اللاعبين للمنتخب السعودي تكون حسب اللاعب الأكثر جاهزية الذي يخدم المنتخب في الفترة الحالية، ولكني استغربت من عدم ضم حارس مرمى النصر عبدالله العنزي لتشكيلة الأخضر". العنزي في سطور: تاريخ الميلاد: 20 سبتمبر 1990 العمر: 23 الوزن: 79 كيلوجرام الطول: 182 سم