كان حكاية جميلة ذات فصول طويلة، ومثيرة جسدت شخصية مهاجم هداف صنع المجد لنفسه بمجهوده الفني، ومقدرته العالية منذ انتقاله للشباب قبل خمسة مواسم تقريباً اذ استطاع أن يكون حاضراً وعلى قمة الهدافين في الدوري السعودي لسنوات عديدة بل اعتلى القمة لوحده وفي حضور جملة من الهدافين المحترفين الأجانب الذين قادوا هجوم الفرق الأخرى من مختلف القارات، والجنسيات. ناصر الشمراني ابن مكة الذي سطع نجمه مذ كان في الوحدة حتى اختارته الإدارة الشبابية ليكون أحد فرسان فرقة "الليث" ومنذ الوهلة الأولى مع فريقه الجديد حضر بسرعة الصاروخ فتأقلم مع باقي النجوم ساعده على ذلك تواجد كم من المواهب الكبيرة في خارطة الشباب المرصعة بالأسماء الكبيرة، والبارزة التي ساهمت في خدمة الشمراني بإمداده بالكرات الجميلة من كل جانب وكان بحق بارعاً في اقتناص الفرص، وأشباه الفرص بل انه كان يتواجد داخل منطقة الجزاء من كل الاتجاهات فيتقدم، ويسدد، ويسجل بطريقته الخاصة حتى أضحى الهداف الأول في الدوري المحلي بلا منازع. نشأت مشكلة فنية للشمراني مع مدربه السابق ميشيل برودوم أسهمت في انتقاله لفريق الهلال مطلع الموسم الحالي وكان البعض من أنصار الهلال يتخوف من خوض تلك التجربة لاعتبارات عديدة أهمها عصبية اللاعب في بعض الأحيان، وعدم سيطرته على انفعالاته في أحيان أخرى فضلاً عن تقدم اللاعب في العمر إلا أن شيئاً من ذلك لم يحدث فقد كان الشمراني عند حسن ظن القائمين على الهلال، وجهازه الفني والذي اختاره بعناية فائقة فظهر كعادته متميزاً حماسياً مشاغباً لا يهدأ واستمر على منهجيته التهديفية التي جعلت الكثير من الناقدين يطلقون عليه لقب" الماكينة التهديفية" باعتباره لاعبا غير عادي لا يتوقف عن التهديف ولا يرضى بغير القمة التي عرفها، وحفظته عن ظهر قلب وبالفعل أبلى الشمراني مع الهلال بلاء حسناً واستطاع أن يكون اللاعب رقم واحد في القميص الأزرق حتى اعتلى قمة ترتيب الهدافين مع ختام الجولة الثامنة عشرة من عمر الدوري بأربعة عشر هدفاً صنعت الكثير للفريق، وأهدته العديد من النقاط في الكثير من المباريات بل ساهمت في حسم العديد من المباريات كما حدث في لقاء الأهلي الأخير والذي فاز عليه الهلال بهدف من إمضاء ناصر الشمراني وهو ما يدلل على أن هذا اللاعب ما زال نجماً كبيراً صنع لنفسه واسمه وللنادي الذي يرتدي قميصه مجداً كبيراً جعلت الكثير من الجماهير الرياضية تعشقه حد الجنون وتتراقص طرباً مع أهدافه المثيرة، والجميلة والتي تأتي من كل حدب وصوب، ويقتنصها بمهارة عالية، ودقة متناهية. في الجانب الآخر تحسرت جماهير الشباب وهي تشاهد نجمها الأول، والمفضل يواصل إبداعه ويسجل كعادته بمختلف الطرق حتى في مرمى فريقه السابق مظهراً أن شعاره الإخلاص دون سواه للقميص الذي يرتديه أياً كان لونه. الشمراني حكاية جميلة، وقصة مثيرة تتطلب التوقف عندها كثيراً فهو بحق موهبة كبيرة تتدفق إبداعاً داخل المستطيل الأخضر، وهو خير من يمثل اللاعب السعودي في قائمة الهدافين.