حينما أعلنت إدارة الشباب عن عزمها الاستغناء عن خدمات هداف الفريق والدوري ناصر الشمراني بعد سلسلة من المشكلات المتبادلة مع المدير الفني ميشيل برودوم والتي بدأت منذ فترة ليست بالقصيرة ولم تتوقف عند حد معين بل تفاقمت حتى بلغت ذروتها في المباراة الختامية لكأس خادم الحرمين الشريفين أمام الاتحاد ويومها سجل هدفي فريقه بعد مشاركته مباشرة، وشكل ضغطاً كبيراً على دفاعات الاتحاد التي ارتاحت من تحركاته ومشاكساته الخطيرة، وكان الشمراني يشير بيده مع كل هدف يسجله وكأنه يقول:"اجلس في مكانك فأنت لا تقدر النجوم". وبعدها صوب الكثير من الناقدين سهامهم نحو برودوم وخطئه الفادح بإبقاء الشمراني أسيراً على دكة البدلاء، وهو في أمس الحاجة لخدماته، لم يهدأ لعشاق الشباب بال وطالبوا، وكرروا مطالباتهم بالمحافظة على اللاعب باعتباره هدافاً للفريق والدوري لأربعة اعوام كاملة ومنافساً على اللقب في الاعوام التي لم يتصدر خلالها القائمة، وهو مؤشر إيجابي يوضح بجلاء قيمة اللاعب الفنية، ومقدرته التهديفية العالية التي حسمت الكثير من المواجهات لمصلحة فريقه بل وتجيير بعض البطولات بمشاركة زملائه الآخرين، والذي يعد هو جزء منهم. التعامل الإداري مع المشكلات والمقدرة على احتوائها، وحلها يعد نجاحاً إدارياً كبيراً يحسب لإدارة النادي أياً كانت وإلا ما هو الدور الذي يلعبه الجهاز الإداري سواءً إدارة النادي أو إدارة الكرة إذا وقفت عاجزة عن حل مشكلة لاحت بالأفق، وظهرت إفرازاتها بشكل واضح أو أن الحل في الاستغناء سريعاً عن اللاعب مهما كانت قيمته الفنية، ومهما كان تأثيره على الفريق. وإذا كان الجهاز الإداري غير قادر على التعامل مع مثل هذه المشكلات فما المانع من الاستعانة بذوي الاختصاص من الإخصائيين النفسيين الخبراء المتمرسين على احتواء الكثير من المشكلات، والقضاء عليها في مهدها قبل أن تتفاقم، وقد كانت لبعض الأندية تجارب جميلة، وناجحة مع بعض الاستشاريين البارزين من أبناء الوطن المهتمين بهذا الشأن وهم كثر. ولعلنا نضرب المثل بمخترع الكهرباء توماس أديسون وكيف أجرى أكثر من800 محاولة حتى وصل لاكتشافه الكبير الذي أذهل العالم، وهذا يعني أن يبذل المسؤول الكثير من الجهد، ويجري الكثير من المحاولات المتكررة التي ربما لا يكتب لبعضها أو غالبها النجاح، ولكن مع الاصرار، والتغيير من الممكن جداً الوصول لطريقة تنهي المشكلة مهما استفحلت، وهذا ما فعله الجهاز الإداري بنادي الشباب مع الشمراني، وقبله عطيف. الأمر الآخر الذي أرق جماهير الشباب أنك حين تستغني عن لاعب هداف بحجم الشمراني فإنك تقوي منافسيك مهما كانوا وأيا كانوا سواء الهلال أو الأهلي أو الاتحاد وربما اعترض سامي الجابر قبل عامين تقريباً على انتقال فليلهمسون للشباب بحجة تقوية الفريق المنافس، ولا ريب في ذلك أو حرج فمصلحة فريقه فوق كل اعتبار، وإذا كان الأمر محتماً فما المانع من إعارة اللاعب لأحد الأندية الخليجية لموسم لحين تجاوز هذه المشكلة، وتقريب وجهات النظر بين الجانبين. الاستغناء عن النجوم يتعارض مع توجه إدارة النادي لعمل قاعدة جماهيرية عريضة وهو ما كان واضحاً خلال الاعوام الماضية والتي تنامت فيها جماهير"الليث" خصوصاً في المراحل السنية المبكرة ومن بينها المدارس الذين ارتدى العديد من طلابها قمصان الشباب، ونجومه البارزن ومن بينهم الشمراني. هذه الطريقة ربما تدفع ببعض الأسماء المؤثرة لافتعال المشاكل رغبة في مكاسب مادية وافرة من خلال عروض الأندية الأخرى إذا كان هذا هو الحل في النادي، وأنا هنا لست بصف اللاعب بل يبقى الاحترام والانضباط فوق كل شيء وتبقى مصلحة الكيان فوق كل اعتبار، ولكن هناك طرق علمية، ومثالية تستطيع من خلالها تصل لحل وسط يخدم اللاعب ولا يضر بالنادي، فالشباب باستغنائه عن الشمراني يعود من جديد لسلسة التفريط بالنجوم والذي أوقفها رئيس الشباب الحالي خالد البلطان، وتحدث بها في الكثير من المناسبات، وهي التي أفقدت الفريق العديد من النجوم البارزة والهامة، فيا ترى على من يكون الدور؟