أشعلت الصفقات الكبيرة التي أبرمتها بعض الأندية الكبيرة والمقتدرة مالياً خلال الأشهر الماضية أشعلت صيف العام الحالي باكراً وأنذرت بموسم ساخن باتت الجماهير تنتظره على أحر من الجمر، أولى الصفقات الثقيلة كانت صفقة انتقال مهاجم الشباب الكبير وهداف الدوري لأربعة اعوام ناصر الشمراني الذي انتقل من ناديه إلى الجار المنافس بصفقة عدها الناقدون الرياضيون والجماهير هي الأعلى والأهم خلال الاعوام الأخيرة خصوصاً أنها تأتي بين فريقين متنافسين يتصارعان دوماً بمعية الاتحاد على الكثير من الألقاب المحلية منذ أكثر من عشرة أعوام. هزازي الشمراني ظهرت خلافاته مع البليجكي ميشيل برودوم منذ منتصف الموسم الرياضي تقريباً وزادت حدتها وباتت على مرأى ومسمع من الجماهير بعد أحاديثه الإعلامية الغريبة في بعض وسائل الإعلام المرئية والتي ألمح فيها لرغبته بالانتقال من ناديه ما أغضب جماهير الشباب التي عتبت على اللاعب نتيجة بعض المواقف التي أبرز فيها ذاته وتنكره لجميل ناديه الذي صنع منه نجماً هدافاً، وقد تناول الإعلام الرياضي هذه الأحاديث ولم تمر مرور الكرام، وزاد الفتيل واشتعل في المباراة النهائية لكأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال حين أشار الشمراني لمدربه بالجلوس بعد كل هدف يسجله عقب نزوله أرضية الميدان من باب الاعتراض، والاستهجان على قرار مدربه الذي أبقاه أسيراً لدكة البدلاء على الرغم من الحاجة الملحة لخدماته، وكانت تلك هي القشة التي قصمت ظهر البعير وأكدت بما لا يدع مجالاً للشك بأنه راحل لا محالة عن فريقه بعد أن قضى فيه اعواماً ناجحة للغاية أطرب من خلالها تلك الجماهير بأهدافه، والمشاركة مع زملائه في تحقيق الشباب للعديد من البطولات الهامة. الشهري الشمراني انتقل من الشباب إلى الهلال بعد سيناريو من المفاوضات لم يدم طويلاً بصفقة تجاوزت ال40 مليون ريال وقد صفقت جماهير الأخير كثيراً لهذه الصفقة المدوية لاعتبارات عديدة أهمها حاجة "الزعيم" الماسة لمهاجم هداف يحسم الكثير من المباريات وهو ما يمتلكه الشمراني باعتباره اللاعب الأبرز داخل الصندوق، والمستثمر الأول للكرات التي تتهادى داخل منطقة المنافسين وخارجها وباركت "الجماهيرالزرقاء" تلك الخطوة الإدارة الموفقة لترميم بعض النقص الذي يعتري الصفوف فريقها ولتصحيح بعض الأخطاء الفادحة التي وقعت بها الإدارة في المواسم الفائتة، في المقابل كانت جماهير الشباب حزينة للغاية على رحيل هداف فريقها الأبرز والذي ساهم مع فريقه بالكثير من المنجزات منذ انتقاله للنادي قبل ستة اعوام بل كان الرقم الثابت على مستوى الهدافين السعوديين والذي ظل ينافس بقوة كل موسم على الرغم من تعدد الهدافين من اللاعبين المحليين والمحترفين الأجانب. الصفقة الثانية من صفقات العيار الثقيل أبرمها النصر مع لاعب وسط المنتخب السعودي الشاب والموهوب يحيى الشهري إذ تمكن النصر من إقناع صناع القرار داخل البيت الاتفاقي على الرغم من صعوبة التفاوض مع الجهاز الإداري بالاتفاق والذي عرف عنه الشراسة في ظل رغبته بالتمسك بحقوق ناديه إلا أن إدارة النصر نجحت بامتياز في شراء ماتبقى من عقد اللاعب فكان الصفقة الأعلى قيمة من الناحية المادية بعد أن بلغت51 مليونا ريال، وهي الصفقة التي أطربت جماهير النصر وجعلتها تهلل ابتهاجاً بهذه الخطوة الكبيرة خصوصاً أن اللاعب يعد الأبرز في صناعة اللعب على مستوى الكرة السعودية حالياً فضلاً عن عمره الصغير،وإجادته للتصويب من خارج منطقة الجزاء لامتلاكه قدماً عالية الحساسية والتي عرفت بدقتها المتناهية والتي مكنته من تسجيل الكثير من الأهداف الجميلة مع ناديه السابق. الشباب سجل ثالث الصفقات المدوية حين تمكن من تعويض جماهيره رحيل الشمراني باستقطاب مهاجم الاتحاد والمنتخب "الصقر" نايف هزازي بمبلغ وصل 28 مليون ريال وقد ساعدت الظروف المالية العصيبة التي تمر بها إدارة الاتحاد بتسهيل صفقة انتقال اللاعب على الرغم من دخول بعض الأندية المنافسة إلا أن الإدارة الشبابية نجحت في خطفه وهو الذي عرف عنه إجادة الكرات الرأسية وحسه التهديفي العالي فضلاً عن مشاكساته المتكررة داخل منطقة الجزاء والتي مكنته من ارتداء قميص الأخضر في الكثير من المناسبات، وسجل خلالها مع المنتخب العديد من الأهداف الحاسمة مثل هدفه في منتخب الامارات في تصفيات كأس العالم، وإيران في طهران في تصفيات كأس العالم والصين في تصفيات كأس آسيا الحالية. النصر عاد مرة أخرى ليسجل صفقتين على هذا الوزن حين أتم تعاقده مع لاعب وسط الأهلي عبدالرحيم الجيزاوي بمبلغ قدر ب20 مليون ريال لخمسة أعوام، واستقطب مهاجم الفتح ربيع سفياني بمبلغ مالي وصل إلى تسعة ملايين ريال على ثلاثة أعوام. إبرام مثل هذه الصفقات الثقيلة لم تعهدها الجماهير السعودية خلال الاعوام الماضية خصوصاً بين اللاعبين المحليين فما بالك وهي تطال اللاعبين الدوليين، ويتم تدويرهم بين الأندية المتنافسة على تحقيق البطولات وهو الأمر اللافت الذي وقفت عنده الجماهير الرياضية وعدته أمراً خارقاً للعادة ويعطي مدلولاً واضحاً أن الجميع ينتظر موسما رياضيا ساخنا للغاية تتنافس فيه تلك الأندية مع نظيراتها الأخرى في سباق مثير نحو بطولة الدوري والبطولات الأخرى، وتتطلع ايضا الى ماذا سيقدم هؤلاء النجوم مع فرقهم الجديدة؟، وهل هذه الصفقات الكبيرة من حيث القيمة المالية والمردود الفني والجماهيري مربحة على أرضية الميدان كما هي على الورق؟ وهل توازي حجم الهالة الإعلامية العالية التي واكبتها ؟ أم أنها تنتهي إلى لا شيء، وتكون هدراً مالياً فقط؟.