كان انتقال نجم المنتخب السعودي، وهداف الاتحاد نايف هزازي للشباب مطلع الموسم الحالي محل اهتمام الكثير من النقاد الرياضيين، والمتابعين باعتباره أحد أبرز المهاجمين على الساحة في السنوات الأخيرة مع عدد من الأسماء الأخرى من بينها الهداف ناصر الشمراني، وياسر القحطاني. أحسنت إدارة الشباب صنعاً بتعاقدها مع هذا اللاعب المتميز ليعوض رحيل المهاجمين ناصر الشمراني، وتيجالي اللذين غادرا البيت الشبابي نهاية الموسم الفائت حيث عد تعاقد إدارة الشباب مع هزازي نجاحاً كبيراً عطفاً على ما يمتلكه من مقومات المهاجم الهداف من بنية جسمانية رائعة تمكنه من التنقل داخل الملاعب بسهولة، وتساعده على فرض وجوده داخل منطقة الجزاء فضلاً عن ما يمتلكه اللاعب من إمكانات فنية عالية تساعده على الاختراقات البينية للمدافعين، والانطلاقات الأمامية، والتسديدات الرأسية الجميلة، والمتقنة مستفيداً من طوله الفارع، وارتقائه العالي الذي جعله يستحوذ على الكثير من الكرات داخل منطقة الجزاء للفرق المنافسة حتى صار أفضل من يضرب الكرة برأسه بدلالة أهدافه الكثيرة، والجميلة التي جاءت بهذه الطريقة منذ أن كان في الاتحاد حتى جاء للشباب، وفي صفوف المنتخب السعودي. نايف هزازي لم يخيب آمال جماهير الشباب فقد كان عند حسن الظن بتواجده الدائم، وخطورته المتناهية التي تقلق المدافعين فضلاً عن تسجيله المتكرر للأهداف والذي أدخله المنافسة على لقب هداف الدوري بسبعة أهداف مع نهاية الجولة الحادية عشرة من عمر المسابقة كان آخرها أمام الأهلي والذي حسم التفوق، والنقاط الثلاث لمصلحة فريقه دافعاً به للمنافسة على الصدارة. ما امتاز به هزازي خلاف إمكاناته المهارية العالية، وحسه التهديفي الواضح هو أخلاقه العالية حيث أجبر الجميع من القائمين على النادي، والمحبين له من محبته بقربه منهم، وتعامله المثالي معهم، كما تميز بروحه القتالية العالية التي لفتت الأنظار في الكثير من المباريات حيث تساقطت دموعه مع بعض النقاط المهدرة التي ضاعت من الفريق وكانت في متناول اليد كما في لقاء التعاون. روح نايف العالية، وقتاليته داخل الميدان نالت تقدير، واعجاب الجماهير الشبابية التي صفقت له غير مرة ونادت باسمه عالياً مؤكدة بأنه أحد أبناء النادي الأوفياء الذي يحترق لخدمة الشعار الذي يرتديه، وكأنه ولد وترعرع داخل أروقة نادي الشباب، وهي مواصفات قلما تجدها في اللاعبين وقتنا الحالي حيث طغت عليهم المادة بشكل ملحوظ. المؤلم، والمقلق في ذات الوقت هو إصابة نايف بقطع الرباط الصليبي في لقاء الأهلي ليكون الأخير له هذا الموسم وهو الأمر الذي أرق عشاق الشباب باعتبارهم فقدوا أهم أوراقهم الهجومية، والتهديفية بخسارة نايف كما أزعج عشاق الأخضر السعودي جميعاً لخسارة هذا النجم الكبير، ولكن المفرح والذي أثلج الصدر تلك الالتفاته الرائعة حول اللاعب من القائمين على النادي ومن زملائه اللاعبين في النادي، وخارجه، ومن أنصار الشباب وخلافهم من الأندية الأخرى كما فعلت جماهير الهلال التي حملت اللافتات باسم اللاعب، وكما فعل نجم النصر وزميله السابق محمد نور لتكون تلك المشاهد حاضرة تكشف صدق المشاعر المحبة لهذا النجم الخلوق الذي فرض محبته على الجميع، كما بادرت الكثير من الجماهير الرياضية بتخصيص "هاشتاق" في مواقع التواصل الاجتماعي بعنوان "كلنا نايف هزازي" دعت من خلاله الجماهير جميعاً بالشفاء العاجل متمنية له العودة السريعة للملاعب، وهي وقفة مشرفة، ومشرقة توضح بجلاء وعي الجماهير وحرصها البالغ على نجوم الكرة السعودية مهما كان الشعار الذي يرتديه رغم حالة التشنج، والتعصب اللافت الذي تشهده الساحة الرياضية في الفترة الأخيرة، والذي أفسد الكثير من جمالياتها. المنتمون للوسط الرياضي من إعلاميين، وجماهير تعالت أصواتهم بالدعاء لنايف بالشفاء العاجل مؤملين عودته للركض داخل المستطيل الأخضر قريباً ليساهم مع زملائه في خدمة الكرة السعودية.