لم يكتف ناصر الشمراني بتواجده الدائم طيلة السنوات الماضية في قائمة الهدافين سواءً كان هدافاً أو منافساً بقوة عليها بل وساهم بأن يعتلي فريقه القمة، وأن يتوشح الذهب في مناسبات كثيرة تجلى فيها الشمراني بشكل لافت وكان فيها الرقم الصعب في فريقه حين قاده لتحقيق الكثير من الأهداف بمختلف الألوان، والأشكال، وبشتى الطرق، وكانت تلك المحصلة التهديفية العالية أحد الأسباب الرئيسة بأن يبقى الشباب ضمن دائرة المنافسين وطرفاً فيها بشكل ثابت. الشمراني بدأ هذا الموسم بصورة أقل من المتوقع، وعزف عن اقتحام مرمى المنافسين عدا بعض المناسبات القليلة حتى أيقن البعض بأنه لن يظهر بصورته المعتادة خصوصاً بعد افتقاده لصناع اللعب المؤثرين في فريقه عبده عطيف، وكماتشو حتى انقضت مرحلة متقدمة من عمر الدوري والتي شهدت انتفاضة "الزلزال"وعودته السريعة، والمؤثرة لممارسة هوايته المفضلة بزيارة شباك المنافسين بمهارة عالية تنم عن مقدرة رفيعة، وحس تهديفي عال لهذا المهاجم الفذ الذي صنع لنفسه بالتعاون مع زملائه مجداً كبيراً سيظل خالداً في سماء الإبداع، والعطاء حتى تقدم خطوات واسعة في سلم ترتيب الهدافين بسبعة عشر هدفاً، وبفارق هدف وحيد عن المتصدر المحترف البرازيلي فيكتور الذي عاد متصدراً ب18 هدفاً ليثبت الشمراني للجميع بأنه الرقم الأهم، والذي لا يمكن أن يغيب عن المنافسة على اللقب مهما كانت الظروف، وليساهم من خلال تلك الأهداف المتوالية بأن يبقى فريقه محافظاً على صدارة دوري زين ساعياً بكل جد لتحقيق لقب البطولة الأكبر والتي لا يفصله عنها سوى خمس خطوات فقط. التاريخ الرياضي سيكتب بسطوره المليئة بالأحداث شهادة على عصر التوهج للمهاجم الهداف ناصر الشمراني في وقت أضحى فيه الهدافون عملة نادرة تشتكي من قلتها الكثير من الملاعب العالمية ليس المحلية فحسب.