صرح رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف بأنه لا يوجد أمام الهند وأفغانستان خيار سوى مد يد الصداقة إلى باكستان لأنها تقع في موقع جغرافي يتوسط الدولتين. وأوضح نواز شريف بأنه قد اتفق مع الرئيس الأفغاني حامد كزاي على عدم السماح للإرهابيين باستخدام أراضي كلا البلدين ضد الآخر. جاء ذلك في تصريحات صحفية أدلى بها لوسائل الإعلام، حيث أوضح بأنه يمكن استبدال الأصدقاء ولكنه لا يمكن استبدال الجيران، لذا فإنه لا يوجد خيار أمام الدولتين المجاورتين لباكستان كل من الهند وأفغانستان سوى مد يد الصداقة من أجل المصالح الإقليمية لدول جنوب آسيا. وأوضح نواز شريف أيضاً أن الإرهاب داء قد أصاب المجتمع الباكستاني وتوغل إلى جذوره، مؤكداً على ضرورة معالجة هذا الداء الخطير وتطهير المجتمع الباكستاني منه. مؤكداً أنه يجب على جميع الأطراف الحكومية أن تتفق على استراتيجية موحدة لمواجهة آفة الإرهاب التي توغلت إلى أعماق المجتمع الباكستاني. وتطرق أيضاً إلى قضية المصالحة بين الحكومة وحركة طالبان الباكستانية ما بعد مقتل قائدها حكيم الله محسود في غارة أمريكية وحل الملا فضل الله مكانه كقائد للحركة، إلى جانب موضوع التوتر الحدودي على الحدود المشتركة بين باكستانوالهند. وتبذل حكومة نواز شريف قصارى جهودها للتغلب على التوتر الأمني الذي تشهده باكستان في الوقت الحاضر بما فيها ظاهرة العنف الدموي الذي تشهده مدينة كراتشي الساحلية الواقعة في أقصى جنوبباكستان منذ سنوات، إلى جانب البحث عن سبل للمصالحة مع حركة طالبان الباكستانية للحد من الهجمات الإرهابية داخل الأراضي الباكستانية. من جهة أخرى، صرح وزير الدفاع الباكستاني خواجه آصف بأن الرد على الهجمات الإرهابية الأجنبية التي يتم تنفيذها داخل الأراضي الباكستانية من حق الجيش الباكستاني. جاء ذلك في تصريحات رسمية أدلى بها في العاصمة الباكستانية إسلام آباد، وذلك في إشارة إلى الهجمات الإرهابية التي استهدفت مصالح الجيش الباكستاني في منطقة "وزيرستان الشمالية" القبلية الباكستانية الواقعة على الشريط الحدودي الفاصل بين باكستان وأفغانستان التي راح ضحيتها عدد من أفراد الجيش الباكستاني، وقال إن الرد على الإرهابيين الوافدين من الجانب الأفغاني من الحدود المشتركة من حق الجيش الباكستاني ولن يتنازل عنه. من جانبه، طالب زعيم حزب "جمعية علماء الإسلام الباكستانية" الملا فضل الرحمن من حكومة نواز شريف بوقف العمليات العسكرية التي يشنها الجيش الباكستاني في منطقة القبائل الباكستانية، والبحث عن سبل أكثر فعالة للتغلب على ظاهرة الإرهاب في منطقة "وزيرستان الشمالية" القبلية الباكستانية، وقال فضل الرحمن بأن الحل لا يكمن في شن العمليات العسكرية أو فرض حالة حظر التجول. بل ينبغي على الحكومة الباكستانية أن تبحث عن خيار أفضل من الخيارات العسكرية للتغلب لاستعادة الأمن والاستقرار في منطقة القبائل الباكستانية.